سلسلا كما سمعوه ووصل إليهم من المصطفى صلّى الله عليه وسلّم، وجودوا أحكامه وعملوا بما فيه ولزموا آدابه.
فالسعيد من وفقه الله وانشغل بتدريس القرآن وتجويده، وتدبر معانيه، وعمل بما فيه، وتزود من آدابه، وتخلق بأخلاقه، وجعل القرآن نصب عينيه آناء الليل وأطراف النهار، فكان سببا له بالفوز بالجنة، وكان من حزب الله المفلحين.
فعلم التجويد من أفضل العلوم شرفا ومنزلة وفكرا، وكيف لا وهو يتعلق بأفضل كتاب نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين محمد بن عبد الله صلّى الله عليه وعلى آله ومن والاه.
[أما بعد]
أخى القارئ الكريم، يقول الفقير إلى رحمات ربه، الراجى عفوه وغفرانه:
على الله بن على أبو الوفا:
وبعد أن منّ الله علىّ وجعلنى من المشتغلين بتدريس تجويد القرآن قرابة العشرين عاما بالأزهر الشريف بمصر، وبالطائف بالسعودية، ودار القرآن الكريم بالكويت، وبكلية الشريعة جامعة الكويت- استخرت الله تعالى فى تأليف هذا الكتاب وجمعت فيه كل خبراتى بأسلوب سهل ويسير، مع تنسيق الكتاب تنسيقا يتناسب مع طرق التدريس الحديثة، ووضعت فيه قواعد علم التجويد، وأسميته:
(القول السديد فى علم التجويد) وراعيت عدم التطويل المملّ أو التقصير المخلّ، مراعيا تشعّب الوقت لدى طلاب العلم فى الفنون الأخرى، ولم آل جهدا فى البحث من أوثق الكتب فى الشروح للمتون كمتن التحفة ومتن الجزرية، ومتن الشاطبية، ومتن الطيبة لأصحاب هذه المتون.
وسلسلت الكتاب فى فصول ومباحث، وجمعت عناصر المبحث قبل البدء فيه، ثم بعد ذلك الشرح، وهو عبارة عن توضيح موجز لعناصر المبحث بأقصر عبارة مع دقة التنسيق، وذكر الأمثلة التى تساعد طالب العلم على استيعاب المبحث، ثم الاستشهاد بالمتن الذى يوثق العلم لدى أهله، ثم مناقشة فى نهاية كل مبحث، مع تخريج الآيات القرآنية، وتخريج الأحاديث المستشهد بها، واستخلصت ذلك من الشروح الميسرة التى