للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تنبيه:

إذا سأل سائل:

لم لم تدغم لام الفعل فى النون فى نحو: قُلْ نَعَمْ [الصافات: ١٨] وَجَعَلْنا* [الإسراء: ٤٦]، كما أدغمت اللام فى الراء مع أن الصلة بين اللام والنون وبين اللام والراء واحدة من حيث التقارب أو التجانس؟

فالإجابة: أن النون لا يدغم فيها حرف هى أدغمت فيه من حروف (يرملون) خشية زوال الألفة بينها وبين أخواتها من حروف الإدغام.

وكيف ذلك، واللام مدغمة فى النون فى كلمتى: النَّاسِ* [الناس: ١]، والنَّارِ* [غافر: ٤٧]؟.

فالإجابة: أن لام (ال) فى كلمتى النَّاسِ* والنَّارِ* كثيرة الوقوع فى القرآن الكريم وفى اللغة العربية، فالإدغام أتى تسهيلا للنطق، بخلاف لام الفعل فلم يكن كثيرا. وإظهارها ليس فيه مشقة، والحجة فى ذلك السماع والنقل (١).

٤ - الشاهد من التحفة: قال صاحبها:

وأظهرنّ لام فعل مطلقا ... فى نحو قل نعم وقلنا والتقى


(١) هذا التعليل لا يدل على أن القراء هم الذين استنبطوا ذلك من عند أنفسهم، وإنما هو اتباع لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالنقل الصحيح المتواتر، فالتجويد والقراءات كلاهما ثابت بالتوقيف والنقل الصحيح، وما يقال فى توجيه قراءة أو حكم من أحكام التجويد، إنما هو لبيان الحكمة أو العلة التى من أجلها كان الحكم.
انظر: العقد الفريد ص ٩٥.

<<  <   >  >>