كانت خطة ابن مجاهد التميمي حين اختار القراء السبعة ليدوّن أصول وفرش قراءاتهم أن يختار اثنين فقط من تلامذة ورواة كل قارئ- وليس بالضرورة أن يكون هذان ممن أخذوا مباشرة عن القارئ- كما سيأتي بيانه.
وهذا الاختيار كان محاولة لحصر وجوه الخلاف بين القراءات عامة، تسهيلا على طلبة العلم، وبيانا لما بين المرويات عن القارئ الواحد من اختلاف.
وقد تتابع المؤلفون بعد ابن مجاهد على هذا المنهج بالنسبة للسبعة، فلما أضيفت قراءات الثلاثة المتممين للعشرة، روعي أيضا منهج ابن مجاهد في إثبات الخلاف بين اثنين من رواة كل واحد من القراء الثلاثة.
[١ - راويا نافع]
:* قالون: واسمه عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى الزرقي (أبو موسى) مولى بني زهرة ومعلم العربية وقارئ المدينة ونحويّها، لقبه نافع (قالون) لجودة قراءته لأن معناها بلغة الروم (جيد) قرأ على نافع سنة (١٥٠ هـ)، وختم عليه ختمات عديدة، قال النقاش: قيل لقالون: كم قرأت على نافع؟ قال: ما لا أحصيه كثرة إلا أني جالسته بعد الفراغ عشرين سنة.
- شيوخه: كما أخذ على آخرين منهم عيسى بن وردان أحد رواة أبي جعفر.
- تلاميذه: منهم: ابناه إبراهيم وأحمد، وإبراهيم بن الحسين الكسائي، وإبراهيم بن محمد المدني، وأحمد بن صالح المصري، وأحمد بن يزيد الحلواني وغيرهم.
وكان قالون أصم شديد الصمم، وكان يقرأ عليه القرآن فينظر إلى شفتي القارئ ويرد عليه اللحن والخطأ.
- وفاته: توفي سنة (٢٢٠ هـ) بالمدينة المنورة (١).
(١) ابن الجزري، تحبير التيسير، ص ١٠٥، وغاية النهاية (١: ٦١٥ - ٦١٦).