للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[١ - انتشار القراءات التي يقرأ بها في العالم الإسلامي:]

كانت قراءات الأئمة العشرة منتشرة في الأمصار الإسلامية، يقرأ أهل كل مصر وما حوله بقراءة إمامهم، واستمر الحال على ذلك قرونا، وذكر الداني أن إمام الجامع الكبير في البصرة لا يقرأ إلا بقراءة يعقوب (١)، وكان أهل مصر يقرءون برواية ورش حتى القرن الخامس الهجري، ثم انتشرت بينهم قراءة أبي عمرو البصري (٢).

ويبدو أن الأمر استمر على هذا الحال زمنا بعد ذلك، حتى امتد حكم الدولة العثمانية للبلاد العربية، في القرن العاشر الهجري فانتشرت رواية حفص عن عاصم في معظم العالم الإسلامي منذ ذلك الوقت بسبب اعتماد الدولة العثمانية لها، ثم طباعة المصحف بها، وازدادت انتشارا في زماننا هذا بسبب كثرة المصاحف المطبوعة بها، وانتشار التسجيلات بها وعبر الإذاعات ووسائل الإعلام المتعددة.

فرواية حفص عن عاصم يقرأ بها معظم المسلمين في الدول الإسلامية وغيرها.

ويقرأ برواية قالون عن نافع، في ليبيا وأجزاء من تونس والجزائر (٣).

وبرواية ورش عن نافع في غرب مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وتشاد والكمرون ونيجيريا وأغلب البلاد الإفريقية الغربية، وفي شمال

وغرب السودان (٤).

ويقرأ برواية الدوري عن أبي عمرو في السودان والصومال، وحضر موت في اليمن (٥).

وينتشر طلبة علم القراءات والراغبون في تلقيها في أماكن عديدة ودول كثيرة.


(١) عبد الرازق موسى، تحقيق: الإيضاح على متن الدرة، ص ٢٧.
(٢) الضباع، الإضاءة ص ٥٧.
(٣) د. عبد الرحمن الجمل، المغني في علم التجويد، ص ٢٦.
(٤) أبو بكر محمد أبو اليمن، المختصر المفيد في معرفة أصول رواية أبي سعيد، ص ١٤. والمرجع السابق، ص ٢٦.
(٥) أبو بكر العطاس، تيسير الأمر لمن يقرأ من العوام بقراءة أبي عمرو، ص ١٦ و ٢١.

<<  <   >  >>