فالوجه الأول:(جبرائيل) بألف قبل الهمزة وحذف الياء، وهي رواية الحسن البصري.
والوجه الثاني:(جبرئلّ) بفتح الجيم والراء وهمزة مكسورة، ولام مشددة، وهي رواية ابن محيصن من «المبهج»(١).
في المثال السابق يتضح جليا معنى الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن فهي وجوه متعددة، متغايرة نزل بها القرآن تصل في حدها الأعلى سبعة أوجه في الكلمة الواحدة ضمن نوع التغاير الواحد كما تقدم، وتبين أيضا أن أقصى عدد للأحرف الواردة في المتواتر هو: ستة أحرف، ففي هذا المثال خمسة أوجه متواترة، وهي من جملة الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، بمعنى: أن كلمة (جبريل) فيها خمس كيفيات للقراءة متواترة، ووجهان آخران شاذان.
وقد ذكر مكي بن أبي طالب رحمه الله تعالى مثالا للأحرف السبعة في سورة الفاتحة وفي ذلك يقول: «مثال لاختلاف القراء في سورة الفاتحة مما هو جزء من الأحرف السبعة ... مما روي عن السبعة المشهورين مما لا يخالف خط المصحف مما قرأت به ...
قرأ عاصم والكسائي: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ بألف، وقرأ باقي القراء- أي من السبعة- ملك بغير ألف.
وقرأ ابن كثير في رواية قنبل عنه: السراط، وسراط بالسين، وقرأ حمزة في رواية خلف عنه: الصِّراطَ بين الصاد والزاي. وقرأ ذلك باقي القراء بالصاد خالصة.
قرأ حمزة عليهم بضم الهاء، وكسرها باقي القراء.
قرأ ابن كثير والحلواني عن قالون عن نافع عليهم بضم الميم، ويصلانها بواو في الوصل خاصة.
(١) عبد الفتاح القاضي، القراءات الشاذة، وتوجيهها من لغة العرب، ص ٣١.