قلت: وقال الكوثري في رسالته " الإشفاق "(ص ٢٨) - بعد ماعزاه للطبراني والبيهقي - عقبه:
" وإسناده صحيح، قله ابن رجب الحنبلي الحافظ بعد أن ساق الحديث في كتابه:(بيان مشكل الأحاديث الواردة في أن الطلاق الثلاث واحدة)(١).
ولم يتعقبه بشيء، مما يدل علي أنه موافق له علي التصحيح، وهذا أمر عجيب، لاسيما من ابن رجب، فإن الإسناد لا يحتمل التحسين، فضلاً عن التصحيح! فإن سلمة بن الفضل صدوق كثير الخطأ. ومحمد بن حميد الرازي ضعيف كما في " التقريب" بل الرازي قد اتهمه غير واحد بالكذب، وتساهل البعض في إعطائه حقه من الجرح، فقد قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (٤/ ٣٣٩):
رواه الطبراني وفي رجاله ضعف، وقد وثقوا.
فإن قال قائل: أفلا يتقوي الحديث بطريق عمرو بن شمر التي علقها البيهقي؟
فأقول: كلا، فإن عمرا هذا كذب يروي الموضوعات عن الثقات، فلا يستشهد به ولا كرامة.
واعلم أنه لا يوجد حديث صحيح في إيقاع الطلاق بلفظ ثلاثاً ثلاثاً فلا نغتر بكلام الكوثري في كتابه " الإشفاق " فإنه غير مشفق علي نفسه، فإنا يصحح فيه ما ليس يصح كهذا الحديث، ويتأول النصوص الصحيحة
(١) ١ - ونقله عنه أيضاً ابن عبد الهادي في " سير الحاث إلي علم الطلاق الثلاث " (ق٢٠٦/ ٢).