للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن تتفتح، أو أن تكبر، أو أن تهجم نحو الضوء، وموت أن تبدع أو أن تحيا في أحوال ثمود

ولهذا، اعذر وجه ثمودٍ

أعني المجذوبين إليه

الطافين عليه

وأقول عليهم، باسم الملعونين الخلاقين من الشعراء:

ما أقسى أن نعرف أو أن نفهم كل الأشياء

ولهذا، لا يتركني رفضي) (١).

إنه يصطنع مقارنة تبجيلية هجائية، يبجل الحداثة والكفر والرفض ويجعلها تفتحًا ونموًا وتنويرًا وإبداعًا وحياة ومعرفة لكل الأشياء، ويجعل الرسالة التي يشير إليها برفض قوم ثمود لها عكس ذلك كله، وهو في كل ذلك لم يتجاوز قدر سلفه فرعون القائل: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (٥٢)} (٢)، وليس في الادعاء دليل عقل أو تقدم، ولكن الكارثة أن تجد أن هذه المعاني الاتحادية تتسرب إلى قلوب المعجبين، فتتشربها وتقوم باستقاءتها كرة أخرى على صفحات ديوان أو كتاب أو صحيفة.

وكما تشبث بالراوندي والرازي الملحد وابن المقفع والرصافي في كتابه "الثابت والمتحول" فإنه يتشبث في ديوانه بأبي العلاء المعري فيقول: (كيف اقنع المعرة بأبي العلاء؟ سهول الفرات بالفرات؟ كيف أبدل الخوذة بالسنبلة؟.

"لابد من الجرأة لطرح أسئلة أخرى على النبي والمصحف" أقول وألمح غيمة تتقلد النار، أقول وألمح بشرًا يسيلون كالدمع) (٣).


(١) المصدر السابق ٢/ ٣٣١ - ٣٣٢.
(٢) الآية ٥٢ من سورة الزخرف.
(٣) المصدر السابق ٢/ ٣٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>