للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدعوة إلى الجرأة والشك وطرح أسئلة الريب والجحد والنقد والتجريح على النبوة والأنبياء والوحي والقرآن إستنادًا إلى شكوك أبي العلاء وأسئلته، مع امتداح لها ومناداة للسير على منوالها.

وقد زعم في بعض محاضراته بأن الوحي وهم، وأحصى ذلك عليه أحد النقاد الحداثيين واعتبر ذلك انتحالًا منه لفكرة قالها محمد أركون (١)، فبئس التابع والمتبوع.

ويجيب عن سؤال وجه إليه عن النبوة والقرآن قائلًا: (ظاهرة النبوة بحد ذاتها عصرية، لكن المسألة هي في فهم هذه الظاهرة أنا شخصيًا ضد فهمها السائب في المجتمع العربي اليوم) (٢).

والفهم الذي يريده هو الفهم الحداثي الإلحادي الذي يجعل النبوة مجرد وصف يستحقه من هب ودب من الحداثيين والعلمانيين والفلاسفة، وحتى المجانين والشواذ كما سوف يأتي.

ويواصل دعوته إلى اجتثاث الرسل والرسالات واقتلاع جذورها، ويضرب لذلك أمثلة نبينا محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- ويحيى ويوسف عليهم الصلاة والسلام ويشير إلى عيسى عليه السلام باسم أمه مريم عليها السلام، ويجعلهم جميعًا جذورًا للعوسج، الشجر الشوكي المر الذي لا فائدة منه، وينادي بضرب جذور العوسج، رامزًا بذلك إلى اقتلاع الدين والرسل ورسالاتهم، وتهيئة الجو والمكان والزمان للملة الإلحادية، التي يسعى حثيثًا في نشرها والدفاع عنها، فيقول:

(أحمد حنا يوسف مريم

قل للضارب جذر العوسج: أهلًا

قل للمأخوذ بقبضة هذا المعول: أهلًا


(١) انظر: أدونيس منتحلًا: ص ٣١.
(٢) أسئلة الشعر: ص ١٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>