للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإن كان هذا اللفظ قد ورد عند الطبراني في الأوسط (١)، إلا أن إسناده ضعيف، وهو مخالف لما أجمعت عليه الأمة من وصف الله - عز وجل - بما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

وقوله: (يا من لا تراه العيون) هذا إطلاق يحتاج تقييد، فإن الله لا يُرَى في الدنيا، ولكن الرؤية في الآخرة للمؤمنين ثابتة بالكتاب، والسنة المتواترة.

وكذلك المبالغة في الوصف حين الدعاء، كوصف حال الموت، واليوم الآخر؛ لتحريك قلوب الناس.

فينبغي الاقتصار على الدعاء الجامع المأثور من أدعية القرآن والسنة، أو ما في معناها، مع اجتناب السجع المتكلف، فقد كان السلف ينهون عنه.

ومن التكلف: إطالة القنوت إطالة مملة، ورفع الصوت في الدعاء، حتى يصل أحيانًا إلى حد الصياح والصراخ، وقد قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف:٥٥] فسمَّى الله سبحانه وتعالى رفع الصوت في الدعاء اعتداء، ويقول سبحانه: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} [الإسراء:١١٠].


(١) المعجم الأوسط (٩/ ١٧٢) رقم (٩٤٤٨).

<<  <   >  >>