للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بقلبه مستحضرًا الوقوف بين يدي العظيم الجليل الذي هو أكبر من كل شيء، وأجل من كل شيء، وأعظم من كل شيء (١).

يقول ابن القيم - رحمه الله -: «وأما الصلاة، فشأنها في تفريح القلب وتقويته، وشرحه وابتهاجه ولذته أكبر شأن، وفيها من اتصال القلب والروح بالله، وقربه والتنعم بذكره، والابتهاج بمناجاته، والوقوف بين يديه، واستعمال جميع البدن وقواه وآلاته في عبوديته، وإعطاء كل عضو حظه منها، واشتغاله عن التعلق بالخلق وملابستهم ومحاوراتهم، وانجذاب قوى قلبه وجوارحه إلى ربه وفاطره، وراحته من عدوه حالة الصلاة، ما صارت به من أكبر الأدوية والمفرحات والأغذية التي لا تلائم إلا القلوب الصحيحة» (٢).

- ثانيًا: الاحتساب في إسماع كلام الله وتزكية القلوب به:

وإذا كان المرء مأجورًا في احتسابه بالإحسان إلى عباد الله في الصدقة، وإزالة الأذى عن الطريق، والكلمة الطيبة، والابتسامة، وحمل المتاع على الدابة، ونحو ذلك مما جاءت به السنة؛ فإن أعظم الأجر الإحسان إلى عباد الله بكلام الله: إسماعًا وتدبرًا.

فأين المحتسبون من الأئمة في أجلِّ أبواب الإحسان؟


(١) ينظر: شفاء العليل لابن القيم ص (٢٢٧).
(٢) زاد المعاد (٤/ ١٩٢).

<<  <   >  >>