للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأين المبتغون لهداية البشر بكلام رب البشر؟

وأين الملتمسون لبركة القرآن على أنفسهم وإخوانهم وأحبابهم وجيرانهم وسائر عباد الله؟

فينبغي للإمام أن يحتسب قراءته للقرآن لله - عز وجل -، وأن يقصد بتلك القراءة إسماع الناس كلام الله تعالى وتذكيرهم به؛ حتى يؤثر ذلكم في قلوبهم؛ فيخشون الله ويخافونه.

يقول الله تعالى مخاطبًا نبيه الكريم: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} [ق:٤٥]، فأمر الله - عز وجل - نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يُذَكِّرَ قومَه بهذا القرآن، وهذه الآية فيها بيان لأسلوب من أساليب الدعوة، وهو التذكير بالقرآن، ومن أنواع التذكير: تلاوة القرآن على الناس جميعًا (١).

وهذا درس بليغ للأئمة: أن يعملوا على إحياء قلوب المصلين بسماع كلام الله؛ حتى يلتفتوا إلى هذه المواعظ الإلهية، ويتدبروها ويتعقلوها ويعملوا بها.

والتذكير بهذا الكتاب العظيم وظيفة العالم وطالب العلم والداعية، ويتأكد التذكير بالقرآن في حق الإمام؛ حيث شرفه الله بالإمامة والقرآن، والناس من خلفه يستمعون، ويزداد هذا التأكيد في شهر


(١) ينظر: التفسير القرآني للقرآن لعبد الكريم الخطيب (١٣/ ٤٩٨)، وفقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري لسعيد بن وهف القحطاني (١/ ٦٢٣).

<<  <   >  >>