للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبين الله تعالى من عمل» (١).

والخبيئة من أرجى ما ينجي العبد يوم تبلى السرائر:

لأن العبد «يخلص فيها بينه وبين ربه، ويدخرها ليوم فاقته وفقره، ويخبئها بجهده، ويسترها عن خلقه، يصل إليه نفعها أحوج ما كان إليه» (٢).

إن الموفق «من يكون له مع الله خبيئة سر وأعمال وأحوال، فمن لم يكن له مع الله سر فليس له عند الله قدر، ومن لم يكن في زيادة فهو في نقصان، ومن كان في نقصان فهو هالك ولا يشعر» (٣).

والقارئ في سير سلف الأمة تلوح له هذه العبادة في سيرة كل قدوة من أولئك الكبار.

قال ابن رجب - رحمه الله -: «قال بعضهم: كانوا يستحبون أن يكون للمرء خبيئة من عمل صالح؛ ليكون أهون عليه عند نزول الموت» (٤).

«كان عبد الرحمن بن أبي ليلى يصلي، فإذا دخل الداخل نام على فراشه» (٥)، ولعل ذلك في قيام الليل حرصًا منه على إخفاء العبادة.


(١) نقله عنه النووي في المجموع شرح المهذب (١/ ١٣).
(٢) تفسير القرطبي (١٥/ ١٢٧).
(٣) مفيد العلوم للخوارزمي ص (١٦٩، ١٧٠).
(٤) مجموع رسائل ابن رجب (٣/ ١١٨).
(٥) أخرجه أحمد في الزهد ص (٢٩٤) رقم (٢١١١)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٤/ ٣٥١).

<<  <   >  >>