للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ) يعني نسيت أن أتفقده أو أسعى في شأنه أو أذكره لك، وإلا فالحوت معروف كان في المكتل.

(وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَاّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ) قوله: (أَنْ أَذْكُرَهُ) هذه بدل من الهاء في "أنسانيه"، يعني ما أنساني ذكره إلا الشيطان.

(وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً) أي اتخذ الفتى أو موسى سبيل الحوت في البحر.

(عَجَباً) يعني محل عجب، وهو محل عجب، ماء سيال يمر به هذا الحوت، ويكون طريقه سرباً، فكان هذا الطريق للحوت سرباً، ولموسى وفتاه عجباً، ولنا أيضاً عجب؛ لأن الماء عادة يتلاءم على ما يمر به لكن هذا الحوت - بإذن الله - لم يتلاءم الماء عليه.

***

(قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً) (الكهف: ٦٤)

قوله تعالى: (قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ) أي قال موسى عليه الصلاة والسلام: (ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ) أي: ما كنا نطلب؛ لأن الله أخبره بأنه إذا فقد الحوت، فذاك محل اتفاقه مع الخضر.

(فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً) يعني رجعا بعد أن أخذا مسافة تعبا فيها، ارتدا على آثارهما، يعني يقصان أثرهما؛ لئلا يضيع عنهما المحل الذي كانا قد أويا إليه.

***

<<  <   >  >>