للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجواب: لأنه قال: (عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ) وهذا يدل على أنه لا علم له فيما عند الخضر.

فماذا قال موسى؟

***

(قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً) (الكهف: ٦٩)

(سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً) هذا الذي قاله موسى قاله فيما يعتقده في نفسه في تلك الساعة من أنه سيصبر، لكنه علَّقه بمشيئة الله لئلَّا يكون ذلك اعتزازاً بنفسه وإعجاباً بها.

وقوله: (سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ) هو كقول إسماعيل بن إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - لما قال له أبوه: (إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) (الصافات: الآية ١٠٢)، وموسى قال للخضر: (سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ))، وأيضاً أصبر على ما تفعل وأمتثل ما به تأمر (وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً) وعده بشيئين:

١ - الصبر على ما يفعل.

٢ - الائتمار بما يأمر، والانتهاء عما ينهى.

قال الخضر:

***

(قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً) (الكهف: ٧٠)

قوله تعالى: (فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي) ومعلوم أنه سيتبعه.

(فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ) أي عن شيء مما أفعله.

(حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً) (حَتَّى) هنا للغاية، يعني إلى أن

<<  <   >  >>