للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان أحسن: يحث على اتباع الجنائز وتمر به الجنائز ولا يتبعها، يحث على أن نصوم يوماً ونُفطِر يوماً ومع ذلك هو لا يفعل هذا، بل كان أحياناً يطيل الصوم حتى يقال: لا يفطر، وبالعكس يفطر حتى يقال: لا يصوم، كل هذا يتبع ما كان أرضى لله عز وجل وأصلح لقلبه.

***

(وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً) (الكهف: ٨)

قوله تعالى: (صَعِيداً) هذه الأرض بزينتها، بقصورها وأشجارها ونباتها، سوف يجعلها الله تعالى (صَعِيداً جُرُزاً) أي خالياً، كما قال تعالى: (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً) (طه: ١٠٥)

، أي نسفاً عظيماً ولهذا جاء مُنَكَّراً: أي نسفاً عظيماً، قال تعالى: (فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً) (طه: ١٠٦) لا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتاً) (طه: ١٠٧) وبلحظة: كن فيكون! إذاً هذه الأرض يا أخي لا يَتعلَّق قلبك بها فهي زائلة، هي ستصير كأن لم تكن كما قال: (كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ) (يونس: الآية ٢٤).

وتأمل الجملة الآن: (وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ) فيها مُؤكِّدان، "إنَّ" و"اللام"، ثم إنها جاءت بالجملة الإسمية الدالة على القدرة المستمرة، إذا قامت القيامة أين القصور؟ لا قصور، لا جبال، لا أشجار، الأرض كأنها حجر واحد أملس، ما فيها نبات ولا بناء ولا أشجار ولا غير ذلك، سيحولها الله تعالى (جُرُزاً) خالية من زينتها التي كانت عليها.

* * *

<<  <   >  >>