عسى هنا واقعة، وقال الله:(إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَاّ اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ)(التوبة: ١٨). أما من الإنسان فهي للرجاء، كقوله:
(وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي) هذه للرجاء.
(أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي) أي يدلني إلى الطريق، ولهذا قال:(لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً) أي هداية وتوفيقاً، وقد فعل الله، فهداه في شأن أصحاب الكهف للرشد.
قوله تعالى:(لَبِثُوا) يعني أصحاب الكهف (فِي كَهْفِهِمْ) الذي اختاروه لأنفسهم وناموا فيه.
(ثَلاثَ مِائَةٍ) تكتب اصطلاحاً ثلاثمائة مربوطة: ثلاث مربوطة بمائة، وتكتب مائة بالألف، لكن هذه الألف لا يُنطَق بها، وبعضهم يكتب ثلاث وحدها ومئة وحدها، وهذه قاعدة صحيحة.
وقوله:(ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ)(مِائَة) بالتنوين و (سِنِينَ) تمييز مبين لثلاث مائة لأنه لولا كلمة سنين لكنا لا ندري هل ثلاث مائة يوم أو ثلاث مائة أسبوع أو ثلاث مائة سنة؟، فلما قال:(سِنِينَ) بيَّن ذلك.
(وَازْدَادُوا تِسْعاً) ازدادوا على الثلاث مائة تسع سنين فكان مكثُهم ثلاث مائة وتسع سنين، قد يقول قائل:"لماذا لم يقل ثلاثمائة وتسع سنين؟ ".