للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عسى هنا واقعة، وقال الله: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَاّ اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) (التوبة: ١٨). أما من الإنسان فهي للرجاء، كقوله:

(وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي) هذه للرجاء.

(أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي) أي يدلني إلى الطريق، ولهذا قال: (لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً) أي هداية وتوفيقاً، وقد فعل الله، فهداه في شأن أصحاب الكهف للرشد.

***

(وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) (الكهف: ٢٥)

قوله تعالى: (لَبِثُوا) يعني أصحاب الكهف (فِي كَهْفِهِمْ) الذي اختاروه لأنفسهم وناموا فيه.

(ثَلاثَ مِائَةٍ) تكتب اصطلاحاً ثلاثمائة مربوطة: ثلاث مربوطة بمائة، وتكتب مائة بالألف، لكن هذه الألف لا يُنطَق بها، وبعضهم يكتب ثلاث وحدها ومئة وحدها، وهذه قاعدة صحيحة.

وقوله: (ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ) (مِائَة) بالتنوين و (سِنِينَ) تمييز مبين لثلاث مائة لأنه لولا كلمة سنين لكنا لا ندري هل ثلاث مائة يوم أو ثلاث مائة أسبوع أو ثلاث مائة سنة؟، فلما قال: (سِنِينَ) بيَّن ذلك.

(وَازْدَادُوا تِسْعاً) ازدادوا على الثلاث مائة تسع سنين فكان مكثُهم ثلاث مائة وتسع سنين، قد يقول قائل: "لماذا لم يقل ثلاثمائة وتسع سنين؟ ".

<<  <   >  >>