للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً) (الكهف: ٧٢)

فاعتذر موسى:

(قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً) (الكهف: ٧٣)

وسبب نسيان موسى؛ أن الأمر عظيم اندهش له: أن تغرق السفينة وهم على ظهرها، وهذه توجب أن الإنسان ينسى ما سبق من شدة وقع ذلك في النفس.

وقوله: (بِمَا نَسِيتُ) أي بنسياني، ولهذا نقول في إعراب "ما" إنها مصدرية، أي: بنسياني ذلك وهو قولي: (سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً)

(وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً) يعني لا تثقل علي وتعسر علي الأمور؛ وكأن هذا والله أعلم توطئة لما يأتي بعده.

***

(فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً)

(الكهف: ٧٤)

قوله تعالى: (فَانْطَلَقَا) بعد أن أرست السفينة على الميناء. (حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلاماً فَقَتَلَهُ) ولم يقل "قتله"، وفي السفينة قال: (أَخَرَقْتَهَا) ولم يقل: "فخرقها"، يعني كأن شيئاً حصل قبل القتل فقتله.

(غُلاماً) الغلام هو الصغير، ولم يصبر موسى. (قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً) وفي قراءة "زاكية" لأنه غلام صغير، والغلام الصغير تكتب له الحسنات، ولا تكتب عليه السيئات، إذاً

<<  <   >  >>