الْخَزْرَجِيُّ الرَّبَاحِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ قَالَ أَنْشَدَتْنِي أُمِّي مَرْيَمُ بِنْتُ رَاشِدِ بْنِ سُلَيْمَانَ اللَّخْمِيِّ الْيَنَّشْتِيِّ بِالْأَنْدَلُسِ قَالَتْ أَنْشَدَنِي أَبِي أَبُو الْحَسَنِ رَاشِدٌ وَكَانَ كَاتِبَ ابْنِ ذِي النُّون لنَفسِهِ
(يَا حَاسِدَ الْأَقْوَامِ فَضْلَ يَسَارِهِمْ ... لَا تَرْضَ رَأْيًا لَمْ يَزَلْ مَمْقُوتَا)
(بِالْمِصْرِ أَنْفٌ فَوْقَ قُوتِكَ قُوتُهُمْ ... وَبِهِ أُلُوفٌ لَيْسَ تَمْلِكُ قُوتَا)
(لَوْ قُسِّمَتْ أَرْزَاقُهُمْ بِسَوِيَّةٍ ... لَمْ تُعْطَ شَيْئًا فَوْقَ مَا أعطيتا) // الْكَامِل //
٢٥٢ - أَبُو الْحَسَنِ رَبَاحٌ هَذَا مِنْ أَعْيَانِ أَهْلِ الْأَنْدَلُسِ وَمَوْلِدُهُ عَلَى مَا ذَكَرَهُ لِي بِقُرْطُبَةَ وَأَصْلُهُ مِنْ قَلْعَةِ رَبَاحٍ وَلَدَيْهِ مَعْرِفَةٌ بِعُلُومٍ شَتَّى مِنْهَا عِلْمُ الطِّبِّ قَالَ وَقَدْ سَمِعت الْحَدِيثَ عَلَى ابْنِ عَتَّابٍ وَأَبِي بَحْرٍ الْبَلَنْسِيِّ وَآخَرِينَ بِقُرْطُبَةَ وَعَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَطِيَّةَ بِغَرْنَاطَةَ وَقَالَ وَقَرَأْتُ كِتَابَ سِيبَوَيْهِ بِهَا عَلَى ابْنِ دُرِّيٍّ وَلِوَالِدِهِ أَبِي الْقَاسِمِ تَرَسُّلٌ جَيِّدٌ وَتَصَوُّفٌ فِي الْآدَابِ وَرِوَايَةٌ لِلشِّعْرِ.
٢٥٣ - سَمِعت أَبَا الْمَعَالِي رَافِعَ بْنَ يُوسُفَ بْنِ زَيْدُونَ الْقَيْسِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ خِطْتُ فِي صِغَرِي قَنْدُورَةً لِأَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُؤْمِنٍ الطَّرَابُلُسِيِّ الْمَغْرِبِيِّ فَجَاءَ طَوْقُهَا وَاسِعًا فَقَالَ
(لَا زِلْتَ فِي الرِّفْعَةِ يَا رَافِعُ ... يَزْهُو بِكَ النَّاظِرُ وَالسَّامِعُ)
(ذَا إِبْرَةٍ فِي طُولِهَا قَامَةٌ ... يَتْبَعُهَا مِقْرَاضُكَ الْقَاطِعُ)
(تَخِيطُ طُولَ الدَّهرِ فِي صِحَّةٍ ... أَوْ يَمْتَلِي مِنْ شُغْلِكَ الْجَامِعُ)
(لَمْ قالُ فِي قُنْدُورَتِي صَنْعَةً ... وَإِنْ شَجَانِي طَوْقُهَا الْوَاسِعُ)
(وَالشَّرْعُ قَدْ قَالَ وأَكْرِمْ بِهِ ... يغرم مَا افسده الصَّانِع) // السَّرِيع //
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute