قال ونظير ذلك ما قررنا من إضافة حيث إلى المفرد مع بقاء البناء فيما ذكره الزمخشري، وذلك قوله
أما ترى حيث سهيل طالعاً
وقوله أنشدنا ابن الأعرابي لبعض الهذليين؛ طويل
ونحن سعينا بالبلايا المعقل ... وقد كان منكم حيث لي العمائم
وقد كان حقها أن تعرب لزوال سبب البناء، وهو الإضافة إلى جملة، وحصول سبب الإعراب وهو الإضافة إلى المفرد، ولكنه لم يعتبر النادر وأبقي الحكم الشائع.
[إنشادة]
[لابن دقيق العيد]
[في مخاطبة إخوان بالحجاز]
أنشدني الفقيه أبو عبد الله الشريشي، قال أنشدني الشيخ المقري قال أنشدني الرباطي، قال أنشدني ابن دقيق العيد لنفسه من صدر رسالة كتب بها إلى بعض إخوانه بالحجاز سريع
يهيم قلبي طرباً عندما ... أستملح البرق الحجازيا
ويستميل الوجد قلبي وقد ... أصبح لي ثوب الحجى زيا
يا هل أقضي من منى حاجتي ... فأنحر البزل المهاريا
وأرتوي من زمزم فهي لي ... ألذ من ري المهاريا
[إفادة]
[الجمع والتفريق]
[في بعض الآيات]
حدثنا الأستاذ القاضي أبو عبد الله المقري رحمه الله قال رأيت لبعض من ألف على كتاب الكشاف للزمخشري فائدة لم أرها لغيره في قوله تعالى " والراسخون في العلم " إذ الناس مختلفون في هذا الموضع اختلافاً كثيراً، فقال قوم الراسخون في العلم يعلمون تأويله، والوقوف عند قوله " والراسخون في العلم " وقال قوم إن الراسخين لا يعلمون تأويله، وإنما يوقف على قوله " وما يعلم تأويله إلا الله " فقال هذا القائل إن الآية من باب الجمع والتفريق والتقسيم من أنواع البيان، وذلك أن قوله تعالى " هو الذي أنزل عليك الكتاب " جمع وقوله " منه آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات " تفريق، وقوله " فأما الذين في قلوبهم زيغ " إلى قوله " وابتغاء تأويله " أحد طرفي التقسيم، وقوله " والراسخون في العلم " الطرف الثاني، وتقديره وأما الراسخون في العلم فيقولون آمنا به، وجاء قوله تعالى " وما يعلم تأويله إلا الله " اعتراضاً بين طرفي التقسيم. قال وهذا مثل قوله تعالى " وأنا منا المسلمون " الآية فقوله وإنا جمع، وقوله " منا المسلمون ومنا القاسطون " تفريق، وقوله تعالى " فمن أسلم " " وأما القاسطون " تقسيم، وهو من بديع التفسير.
قلت ومثله أيضاً قوله تعالى " يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه " إلى آخر الآيات.
[إنشادة]
[لأبي إسحاق بن الحاج]
يرويها ابن حذلم أنشدني الفقيه الفاضل أبو محمد بن حذلم، وقال أنشدني الفقيه الأجل الراوية الرحلة الكاتب الأديب البارع أبو إسحاق إبراهيم بن الحاج لنفسه طويل
أمن حنين العيس إن هي نحوك
ومهما جرت أجفان ماء إليكم ... جرى إثرها شوقاً لكم ماء أجفان
[إفادة]
[إنتاج قضيتين شرطيتين]
حدثنا الأستاذ القاضي الكبير أبو عبد الله المقري قال ذكر أبو زيد بن الإمام يوماً في مجلسه أنه سئل بالمشرق عن هاتين الشرطيتين " ولو علم الله فيهم لأسمعهم، ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون " فإنهما تستلزمان بحكم الإنتاج لو علم الله فيهم خيراً لتولوا، وهو محال، فقال ابن حكم قال الخونجي والإهمال بإطلاق لفظة لو وأن في المتصلة فهاتان القضيتان على هذا مهملتان والمهملة في قوة الجزئية، ولا قياس علي جزئيتين.
قال المقري فلما اجتمعت بأبي علي حسين بن حسين أخبرته بهذا أو بما أجاب به الزمخشري وغيره مما يرجع إلى انتفاء تكرر الوسط فقال لي الجوابان في المعنى سواء لأن القياس على جزئيتين وإنما يمتنع الإنتاج فيه لانتفاء تكرر الوسط قال فأخبرت بذلك شيخنا الآبلي فقال إنما يقوم القياس على الوسط ثم يشترط فيه بعد ذلك أن لا يكون من جزئيتين ولا سالبتين. إلى سائر ما يشترط، قال فقلت فالمانع من كون هذا الشرط تفصيلاً لمجمل ما بنينا عليه من الوسط وغيره وإلا فلا مانع إلا ما قاله ابن حسين.
قال الآبلي وقد أجبت بجواب السلوي ثم رجعت إلى ما قاله الناس لوجوب كون مهملات قضايا القرآن كلية لأن الشرطية لا تنتج جزئية. قال فقلت هذا فيما يساق منها للحجة مثل " لو كان فيهما آلهةٌ إلا الله لفسدتا " أما في مثل هذا فلا.
[إنشادة]
[لأبي حيان يرويها]
أبو إسحاق إبراهيم بن الحاج