للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سألني الشيخ الأستاذ الكبير الشهير أبو سعيد فرج بن قاسم بن لب التغلبي أدام الله أيامه عن قول ابن مالك في تسهيل الفوائد في باب اسم الإشارة وقد يغني ذو البعد عن ذي القرب لعظمة المشير أو المشار إليه فقال إن المؤلف مثل عظمة المشير في الشرح بقوله تعالى " وما تلك بيمينك يا موسى " ولم يبين ما وجه ذلك، فما وجهه؟ ففكرت، فلم أجد جواباً فقال وجهه أن الإشارة بذي القرب هاهنا قد يتوهم فيها القرب بالمكان، والله تعالى يتقدس عن ذلك، فلما أشار بذي البعد أعطى بمعناه أن المشير مباين للأمكنة، وبعيد عن أن يوصف بالقرب المكاني، فأتى البعد في الإشارة منبهاً على بعد نسبة المكان عن الذات العلية، وأنه يبعد أن يحل في مكان أو يدانيه.

[إنشادة]

[لأبي سعيد بن لب]

أنشدني الأستاذ الكبير أبو سعيد بن لب أبقى الله بركته عشية يوم الأربعاء الثالث لشعبان عام تسعة وخمسين وسبعمائة، لنفسه:

وهبك وجدت العفو عن كل زلةٍ ... فأين مقام العفو من معقد الرضى

وكيف بثوب حالك اللون رمت أن ... يصير كثوب لم يزل قط أبيضا

[إفادة]

[دعاء للخضر لتفريج الكروب]

حدثني الشيخ الفقيه الأستاذ النحوي الفاضل أبو عبد الله محمد بن علي البلنسي رضي الله عنه قال أصابت أبي أزمة شديدة لحقنا بسببها كرب عظيم، فبينما أنا ليلة نائم إذ أتاني رجل حسن القد والصورة، أشبه رجل بالأستاذ أبي عبد الله بن الفخار شيخنا رحمه الله فقال لي أين دعاء الخضر عليه السلام، فقلت له وأين هو؟ فقال لي قل " اللهم يا من لا يشغله سمع عن سمع، ويا من لا يغلطه المسائل، ويا من لا يتبرم من إلحاح الملحين أذقني برد عفوك وحلاوة مغفرتك " قال وقد كنت حفظته قديماً ونسيته فذكرته عند ذلك، ثم قال قل " اللهم أد عني الدين وأغنني من الفقر، اللهم خر لي واختر لي، فإني قد عجزت عن صلاح نفسي وفوضت لك أمري ".

فاستيقظت وقد حفظته، فدعوت الله به فلم يكن إلا يسيراً ثم فرج الله عنا ببركة هذا الدعاء.

قال فلم أزل أدعو به إثر الصلوات إلى الآن.

قلت وقد سمعته يدعو بهن إثر الصلوات وما تركتهن أنا منذ حدثني بهذا.

[إنشادة]

[لأبي محمد بن الناظر]

أنشدني الفقيه الصوفي المتخلق أبو محمد بن الناظر، قال أنشدت في النوم هاتين البيتين سريع

نحن قسمنا الرزق بين الورى ... فأدب النفس ولا تعترض

وسلم الأمر لأحكامنا ... فكل عبد رزقه قد فرض

[إفادة]

[وزن إجازة وتصريفها]

حدثني الشيخ الفقيه الأستاذ الكبير النحوي الشهير أبو عبد الله محمد بن علي بن الفخار البيري رحمه الله أن بعض الشيوخ كان إذا أتي بإجازة يشهد فيها. سل الطالب المجاز عن لفظ إجازة ما وزنه وتصريفه؟ قلت ولما حدثنا بذلك سألناه عنها، فأملى علينا ما نصه وزن إجازة إفعالة وأصلها إجوازة فأعلت بنقل حركة الواو إلى الجيم حملاً على الفعل الماضي لا استثقالاً، فحركت الواو في الأصل وانفتح ما قبلها في اللفظ، فانقلبت ألفاً فصارت في التقدير إجازة بألفين فحذفت الألف الثانية عند سيبويه لأنها زائدة والزائدة أولى بالحذف من الأصلي.

وحذفت الأولى عند الأخفش لأنها لا تدل على معنى زائد وهو المد.

وقول سيبويه أولى، لأنه قد ثبت عوض التاء من المحذوف في نحو زنادقة، والتاء زائدة وتعويض الزائد من الزائد أولى من تعويض الزائد من الأصلي للمتناسب، ووزنها في اللفظ عند سيبويه إفعله، وعند الأخفش إفالة، لأن العين عنده محذوفة.

[إنشادة]

[لأبي عبد الله الشريشي]

أنشدني الفقيه الأجل العدل الأديب الأفضل أبو عبد الله محمد بن محمد بن إبراهيم الخولاني الشريشي لنفسه سريع.

يا طالب العلم اجتهد إنه ... خير من التالد والطارف

فالعلم يزكو قدر إنفاقه ... والمال إن أنفقته تالف

[إفادة]

[وصية ابن الفخار]

بعد موته للمؤلف

<<  <   >  >>