سمعت الشيخ القاضي الشهير أبا عبد الله المقري رحمه الله يوماً يقول وقد استقبل القبلة قائماً في المسجد الجامع بغرناطة عام سبعة وخمسين وسبعمائة: " يا رب إليك المشتكى، وبك المستغاث، وأنت المستعان " ولم أسمع منه غير ذلك، ثم اطلعت بعد في تلخيص قيد فيه أصل نسبه وقراءته وأسماء شيوخه على أصل هذا الدعاء عند ذكره الشيخ الصالح أبا محمد المجاصي، رحمه الله، ونص ما وجدته من خط المجاصي ثم قرأته عليه فحدثني، قال حدثني القاضي أبو زكرياء يحيى بن محمد بن يحيى بن أبي بكر بن عصفور، قال حدثني جدي يحيى المذكور أخبرنا محمد بن عبد الرحمن التجيبي المقرئ بتلمسان، حدثنا الحافظ أبو محمد يعني والله أعلم عبد الحق الإشبيلي حدثنا أبو غالب أحمد بن الحسن المستعمل أخبرنا أبو الفتوح عبد الغافر بن الحسين بن أبي الحسن بن خلف الألمعي، أخبرنا أبو نصر أحمد بن إسحاق النيسابوري ملاه علينا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني أخبرنا محمد بن علي بن الحسين العلوي حدثنا عبد الله بن إسحاق اللغوي وأنا سألته، حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلوي، حدثنا عبد الله بن نافع عن عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال لي جبريل ألا أعلمكم الكلمات التي قالهن موسى حين انفلق البحر؟ قلت بلى، قال، قل اللهم لك الحمد ولك المشتكى ولك المستغاث، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ".
قال ابن مسعود ما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تسلسل الحديث على ذلك كل أحد م رجاله يقول ما تركتهن منذ سمعتهن من فلان لشيخه، وقد سمعت المجاصي يكررها كثيراً، وما تركتهن منذ سمعتهن منه، انتهى.
قلت وأنا أحمل هذا الحديث عن الشيخ أبي عبد الله المقري بالإجازة العامة وما تركتهن منذ سمعته منه ما سمعت منهن واطلعت على ما بقي، جعلنا الله من المهتدين.
[إنشادة]
[لأبي عبد الله بن بقي]
أنشدني الفقيه الأستاذ الفاضل أبو عبد الله محمد بن محمد بن بقي لنفسه بسيط
لم يشتر الشهد شخص صنوه الكسل ... فلست أول صب خانه الأمل
لا عتب إن خلفوني في الحضيض لقد ... أشدو به عم صباحاً أيها الطلل
ورافقوا العير دوني في مسيرهم ... فربما قصرت من دونهم علل
كم أنجدوا كلما أتهمت وانتهضوا ... نحو البقاع وبالعلياء قد نزلوا
حدوا قرائح منهم غيرهم، وأنا ... لا ناقةٌ لي أحدوها ولا جمل
من لي بإدراك آثار لإلفهم ... وكيف ذاك وطرفي ظالع هزل
[إفادة]
[خصائص محاح البيض]
جرى لنا يوماً بين يدي الأستاذ الكبير أبي سعيد بن لب أبقاه الله أنه حكى أن طعام، فرعون كان محاح البيض ليقل برازه فإنها قليلة الفضلة، فأنهيت المسألة إلى الفقيه الطبيب أبي عبد الله الشقوري، فقال الدليل على قلة فضلتها ثلاث أشياء أحدها أن فيها سرعة الانفعال للمضغ وهو دليل عام عند الأطباء في الأغذية فإنهم يقولون كل ما عسر مضغه عسر هضمه، وإذا عسر هضمه فضل أكثره، وبالضد.
والثاني أن ابن سينا جعل محاح البيض من أدوية القلب فإنها تكثر دم القلب ودم القلب ألطف من كل دم يكون في البدن، وما كان هكذا فحقيق بأن لا تكون له فضلة يعتد بها.
والثالث أنه غذاء الطير عند تكوينه من البيض في جوف البيضة، مع أنك لا ترى له فضلة عند خروجه منها، فهذا دليل على قلة فضلته.
[إنشادة]
[لمحمد بن الرقام]
[رواها ابن حذلم]
أنشدني الفقيه الفاضل أبو محمد عبد الله بن حذلم، قال أنشدني الفقيه الأجل الكاتب أبو عبد الله محمد بن إبراهيم ابن الشيخ الأجل الأستاذ العالم المتفنن الشهير أبي عبد الله بن الرقام قال أنشدني أبي، قال أنشدني أخي محمد لنفسه بسيط
جل في البلاد تنل عزاً ومكرمةً ... في كل أرض تكن تلقى مناك بها
جل الفوائد في الأسفار مكتسب ... والله قد قال فامشوا في مناكبها
قال لي الفقيه أبو محمد عبد الله بن حذلم، فقلت له إني أحفظ للإمام الشهير أبي حيان بن يوسف بن حيان النفزي قطعة في هذا المعنى والقافية والتزام التجنيس، وهي بسيط