للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٥٢ - / ٤١٨ - وَفِي الحَدِيث الثَّانِي عشر: " جعلت صُفُوفنَا كَصُفُوف الْمَلَائِكَة ".

صُفُوف الْمَلَائِكَة أَن كل وَاحِد بِجَانِب الآخر.

وَقَوله: " جعلت لنا الأَرْض كلهَا مَسْجِدا " أَي موضعا للسُّجُود، وَهَذَا خَارج مخرج الامتنان على هَذِه الْأمة؛ لِأَن الْأُمَم الْمُتَقَدّمَة كَانُوا لَا يصلونَ إِلَّا فِي كنائسهم وبيعهم، وَهَذَا لفظ عَام خصت مِنْهُ الْبِقَاع الْمنْهِي عَن الصَّلَاة عَنْهَا بِدَلِيل، كَمَا خص نِكَاح الذميات فِي عُمُوم قَوْله: {وَلَا تنْكِحُوا المشركات} [الْبَقَرَة: ٢٢١] .

قَوْله: " وَجعلت تربَتهَا لنا طهُورا " فِيهِ دَلِيل على أَنه إِذا ضرب بِيَدِهِ على حجر لَا غُبَار عَلَيْهِ لم يجزه، لِأَن التربة التُّرَاب.

٣٥٣ - / ٤١٩ - وَفِي الحَدِيث الثَّالِث عشر: " أضلّ الله عَن الْجُمُعَة من كَانَ قبلنَا ".

إِنَّمَا وَقع إضلال الْقَوْم بمخالفة نَبِيّهم. قَالَ ابْن عَبَّاس: قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ: تفرغوا لله عز وَجل فِي كل سَبْعَة أَيَّام يَوْمًا، فاعبدوه يَوْم الْجُمُعَة. فَقَالُوا: لَا، إِلَّا يَوْم السبت. وَقيل: كَانَ سَبَب اختيارهم السبت أَنهم زَعَمُوا أَن الله تَعَالَى فرغ يَوْم السبت من الْخلق، فَقَالُوا: فَنحْن نستريح فِيهِ من عمل الدُّنْيَا ونتشاغل بالتعبد وَالشُّكْر، فألزموه عُقُوبَة لَهُم. واختارت النَّصَارَى الْأَحَد وَقَالُوا: هُوَ أول يَوْم بَدَأَ الله فِيهِ الْخلق، فَهُوَ أولى بالتعظيم. فهدانا الله ليَوْم الْجُمُعَة، وَهُوَ الْيَوْم

<<  <  ج: ص:  >  >>