للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَتوقف فِيهِ ابْن كثير.

(وَهَذَا) أَي الْأَنْسَاب إِلَى الأوطان لحُصُول التميز بَين الأقران.

( [فِي الْمُتَأَخِّرين] أكثري بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمُتَقَدِّمين،) وَهَذَا الْفَنّ مِمَّا يفْتَقر إِلَيْهِ حفاظ الحَدِيث فِي تصرفاتهم، ومصنفاتهم، فَإِنَّهُ قد يتَعَيَّن بِهِ [المهمل، ويتبين بِهِ] الْمُجْمل، وَيظْهر الرَّاوِي المدلس، وَيعلم مِنْهُ التلاقي بَين الراويين، وَغير ذَلِك من مظان الطَّبَقَات، تواريخ الْبلدَانِ، وَمَعْرِفَة الْأَنْسَاب، وفيهَا تصانيف كَثِيرَة، وَقد كَانَ الْعَرَب تنْسب إِلَى قبائلها غَالِبا، فَيُقَال: الْقرشِي الْبكْرِيّ، فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام، وَغلب عَلَيْهِم سُكْنى الْقرى، والمدائن، وَضاع كثير من أنسابهم، فَلم يبْق لَهُم غير الانتساب إِلَى الْبلدَانِ انتسبوا إِلَيْهَا، ثمَّ مِنْهُم من كَانَ نَقله من بلد [إِلَى بلد] فَأُرِيد الانتساب إِلَيْهِمَا، فَيُقَال: الْمصْرِيّ الدِّمَشْقِي، وَالْأَحْسَن أَن يُقَال: ثمَّ الدِّمَشْقِي لمراعاة التَّرْتِيب.

وَمن كَانَ من أهل قَرْيَة من قرى بَلْدَة يجوز أَن ينْسب إِلَى الْقرْيَة فَقَط، أَو الى بَلْدَة تِلْكَ الْقرْيَة، أَو إِلَى ناحيتها، أَو إِلَى إقليمها، وَله الْجمع فَيبْدَأ بالأعم وَهُوَ الإقليم، ثمَّ النَّاحِيَة، ثمَّ الْبَلدة، ثمَّ الْقرْيَة، فَيُقَال: الْمصْرِيّ الصعيدي، الْمَنَاوِيّ، الخصوصي، فالاخصوص قَرْيَة، والمنية بَلْدَة، والصعيد نَاحيَة الْمنية، وَيجوز الْعَكْس إِذا الْمَقْصُود التَّعْرِيف والتمييز، وَهُوَ حَاصِل، وَكَذَا فِي النّسَب إِلَى الْقَبَائِل يبْدَأ بِالْعَام، ثمَّ بالخاص ليحصل بِالثَّانِي فَائِدَة لم تكن لَازِمَة من الأول فَيُقَال: الْقرشِي ثمَّ الْهَاشِمِي دون الْعَكْس، لعدم الْفَائِدَة حِينَئِذٍ [٢٠٩ - ب] لاستلزام الْهَاشِمِي الْقرشِي، فَإِن قيل: [فَكَانَ] يَنْبَغِي أَن لَا يذكر الْأَعَمّ بل يقْتَصر على

<<  <   >  >>