للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المَال إِن ساواه فِي سبق الآخر ويحرمه إِيَّاه بِالْكُلِّيَّةِ إِن سبقه فَسبق خَصمه وَغرم مَاله فَلم يستفد بسبق قرنه إِلَّا خسارة مَاله وَكَانَ هَذَا من بركَة الْمُحَلّل فلولاه لقرت عينه بسبقه وفرحت بِهِ نَفسه وقويت رغبته فِي هَذِه الْمُسَابقَة الَّتِي يُحِبهَا الله وَرَسُوله هَكَذَا حَال قرنه أَيْضا مَعَه فالباذلان المتسابقان لَهما غرم هَذَا العقد وللمستعار غنمه وَهُوَ بَارِد الْقلب مِنْهُمَا وهما يعضان عَلَيْهِ الأنامل من الغيظ وَهُوَ فِي هَذَا العقد إِمَّا منتفع وَإِمَّا سَالم من الضَّرَر مَعَ كَونه لم يخرج شَيْئا وكل مِنْهُمَا إِمَّا منتفع وَإِمَّا متضرر وَإِن انْتفع فَهُوَ بصدد أَن ينغص عَلَيْهِ الْمُحَلّل منفعَته هَذَا مَعَ بذلهما فألحقتم بالباذلين من الشَّرّ وَالضَّرَر والغبن مَا نجيتم مِنْهُ الْمُسْتَعَار الَّذِي هُوَ دخيل عَلَيْهِمَا فِي الْمُسَابقَة وَلَيْسَ مَقْصُودا مَعَ أَنه لم يبْذل شَيْئا قَالُوا وَهل تَأتي شَرِيعَة بِمثل هَذَا وَهل فِي الشَّرِيعَة الَّتِي بهرت حكمتها الْعُقُول مثل هَذَا وَهل فِيهَا رِعَايَة جَانب التَّابِع الْمُسْتَعَار الَّذِي هُوَ حرف جَاءَ لِمَعْنى فِي غَيره وَهُوَ فضلَة فِي الْإِسْنَاد وإلغاء جَانب الْمَقْصُود الَّذِي هُوَ ركن فِي الْإِسْنَاد وَهُوَ الَّذِي حضه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الرّكُوب وَالرَّمْي قَالُوا وَفِي هَذَا نَوْعَانِ من الْفساد أَحدهمَا الْخُرُوج عَن مُوجب الْإِنْصَاف الَّذِي هُوَ لَازم ملزوم الشَّرِيعَة الْكَامِلَة دائر مَعهَا فَإِن مدارها على الْعدْل بِكُل مُمكن قَالَ الله تَعَالَى {لقد أرسلنَا رسلنَا بِالْبَيِّنَاتِ وأنزلنا مَعَهم الْكتاب وَالْمِيزَان ليقوم النَّاس بِالْقِسْطِ}

<<  <   >  >>