للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أجوافها عِنْد جريها

{فالموريات قدحا} توري النَّار بحوافرها عِنْدَمَا تصك الْحِجَارَة

{فأثرن بِهِ نقعا} (النَّقْع) الْغُبَار تثيره الْخَيل عِنْد عدوها

وَالضَّمِير فِي {بِهِ} قيل يعود على الْقدح وَهُوَ ضَعِيف فَإِن الْغُبَار لَا يثار بالقدح وَقيل عَائِد على المغار الْمَدْلُول عَلَيْهِ بقوله {فالمغيرات} أَي أثرن بالمغار غبارا لِكَثْرَة جولاتها فِيهِ وَيجوز أَن يعود على المغار الَّذِي هُوَ مصدر أَي [أثرن] الْغُبَار بِسَبَب الإغارة وَيجوز أَن يعود على الْعَدو الْمَفْهُوم من لفظ {العاديات}

وَالضَّمِير فِي {وَبِه} الثَّانِيَة مثل الأولى وَقيل عَائِد على النَّقْع أَي وسطن جمعا ملتبسات بالنقع وعَلى هَذَا ف (جمع) هُنَا مجمع الْعَدو وَهَذَا قَول ابْن مَسْعُود

وَقَالَ عَليّ المُرَاد بهَا إبل الْحَاج أقسم الله سُبْحَانَهُ بهَا لعدوها فِي الْحَج الَّذِي هُوَ من سَبيله و (جمع) الَّذِي وسطن بِهِ هُوَ مُزْدَلِفَة أغرن بِهِ وَقت الصُّبْح

وَالْقَوْل الأول أرجح لوجوه

أَحدهَا أَن الْمُسْتَعْمل بالضبح إِنَّمَا هُوَ الْخَيل وَلِهَذَا قَالَ أهل اللُّغَة الضبح صَوت أنفاس الْخَيل إِذا عدت قَالَ الله تَعَالَى {وَالْعَادِيات ضَبْحًا} وَيُقَال أَيْضا ضبح الثَّعْلَب

الثَّانِي وصفهَا بِأَنَّهَا توري النَّار من الْحِجَارَة عِنْد عدوها وَهَذَا

<<  <   >  >>