للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقُولُ: "الْعَجْوَةُ وَالصَّخْرَةُ مِنَ الجنَّةِ". قَالَ عَبدُ الرَّحْمَنِ: حَفِظْتُ الصَّخْرَةَ مِنْ فِيهِ. (٢٥٠)


(٢٥٠) "مضطرب"
"سنن ابن ماجه" (٣٤٥٦)، وأخرجه أحمد (٥/ ٣١، ٦٥)، والحاكم (٤/ ١٢٥)، والمزي في "تهذيب الكمال" (٩/ ٣٤)، وأبو نعيم في "الحلية" (٩/ ٥٠)، والطبراني في "الكبير" (٥/ ١٨ رقم ٤٤٥٦)، كلهم عن عبد الرحمن بن مهدي به.
لكن اختلف عليه في لفظ الحديث؛ رواه عنه أحمد بن حنبل، ومحمد بن بشار، ومحمد بن يزيد، وإسماعيل بن بشر بن منصور، عن المشمعل، بلفظ: "العجوة والصخرة من الجنة"، وخالفهم بكر بن خلف كما عند الطبرني فرواه عنه بلفظ: "الشجرة والعجوة من الجنة"، ورواه يحيى بن سعيد، عن المشمعل به، واختلف عليه أيضًا في لفظه في التقديم والتأخير، رواه عنه أحمد بن حنبل كما في "المسند" (٥/ ٣١)، بلفظ: "العجوة والشجرة من الجنة"، وخالفه مسدد كما عند الطبراني في "الكبير" (٥/ ١٨ رقم ٤٤٥٧)، فرواه عن يحيى بلفظ: "الشجرة والعجوة"، والاختلاف يسير هنا، ورواه عبد الصمد عن يحيى أيضًا، واختلف عليه أيضًا، فرواه عنه أحمد بن حنبل كما في "المسند" (٥/ ٣١)، بلفظ: "العجوة والصخرة - أو قال: العجوة والشجرة". شكَّ المشمعل، وخالفه محمد بن إسحاق كما عند الحاكم (٤/ ١٢٠)، فرواه عنه بلفظ: "العجوة والصخرة من الجنة"، ثم قال: هكذا حدثناه. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد؛ فإن مشمعل هذا هو عمرو بن إياس، شيخ من أهل البصرة، قليل الحديث، وأخرجه ابن المرجا في "فضائل بيت المقدس" (ص ١٢٩).
قلت: هذا إسناد صحيح؛ لكن وقع فيه اضطراب في متنه كما بينته، وهذا الاضطراب من المشمعل وليس من الرواة عنه؛ لأن كل من روى عنه هذا الحديث أثبت منه، والجمع متعذرٌ بين لفظ الشجرة والصخرة.
قال العلامة الألباني رحمه اللَّه في "الإرواء" (٨/ ٣١٢): كل هؤلاء الرواة عن المشمعل ثقات حفاظ، وقد اختلفوا عليه في هذه اللفظة، وذلك يدل على أنه لم يكن قد حفظها، فكان يضطرب فيها: تارة يقول: الصخرة، وتارة: الشجرة، وتارة يتردد بينهما ويشك، والاضطراب دليل على ضعف الحديث، كما هو مقرر في المصطلح. اهـ.
وقد ضعف الإمام ابن القيم كل الأحاديث الواردة في الصخرة، فقال في "المنار المنيف" (٨٧، ٨٨): وكل حديث في الصخرة فهو كذب مفترى، والقدم الذي فيها كذب موضوع، مما عملته أيدي المزورين الذين يروجون لها ليكثر سواد الزائرين، وأرفع شيء في الصخرة أنها كانت قبلة اليهود، وهي في المكان =

<<  <   >  >>