للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

(مَا لَكَ يَا شَدَّادُ) (١١٣)؟ " قَالَ: ضَاقَتْ بِيَ الدُّنْيَا، فَقَالَ: "لَيْسَ عَلَيْكَ، إِنَّ الشَّامَ يُفْتَحُ، وَيُفْتَحُ بَيْتُ المقْدِسِ، فَتَكُونُ أَنْتَ وَوَلَدُكَ أئِمَّةً فِيهِمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ". (١١٤)

فَتْحُ بَيْتِ المقْدِسِ

٣٠٠ - قَالَ ابْنُ المبَارَكِ فِي "الزُّهْدِ":

أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرَ بْنُ حيويةَ وَأبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسَيْنُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ المبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أيُّوبَ الطَّائِي، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: لمَّا قَدِمَ عُمَرُ أَرْضَ الشَّامِ أُتي بِبرْذُونٍ فَرَكِبَهُ فَهَزهُ فَكَرِهَهُ فَنَزَلَ عَنْهُ، وَرَكِبَ بَعِيرَهُ فَعَرَضَتْ لَهُ مَخَاضَةً فَنَزَلَ عَنْ بَعِيرِهِ وَنَزَعَ موقيهِ فَأَخَذَهُمَا بِيَدِهِ وَخَاضَ الماءَ وَهُوَ مُمْسِكٌ بَعِيرَهُ بِخِطَامِهِ أَوْ قَالَ بِزِمَامِهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجرَّاحِ لَقَدْ صَنَعْتَ الْيَوْمَ صَنِيعًا عَظِيمًا عِنْدَ أَهْلِ الْأَرْضِ، قَالَ: فَصَكَّ فِي صَدْرِهِ، ثُمَّ قَالَ: أوه يَمُدُّ بِهَا صَوْتَهُ لَوْ غَيْرَكَ يَقُولُ هَذَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ أَذَلَّ النَّاسِ وَأَقَلَّ النَّاسِ وَأَحْقَرَ النَّاسِ فَأَعَزَّكَمُ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ فَمَهْمَا تَطْلُبُوا الْعِزَّ بِغَيْرِهِ يُذِلَّكُمُ اللَّهُ. (١١٥)


(١١٣) ورد بلفظ (ما قلقك يا شداد؟) عند ابن عساكر في "تاريخه" (٢٢/ ٤٠٨).
(١١٤) (منكر)
سبق في كتاب الشام، باب التبشير بفتح الشام، رقم (١٣٧).
(١١٥) (صحيح)
"الزهد" لابن المبارك في (٥٨٤)، وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (١/ ٤٧)، والبيهقي في "الشعب" (٦/ ٢٩١)، والحاكم في "المستدرك" (٣/ ٨٨)، وابن عساكر في "التاريخ" (٤٤/ ٥)، وابنه في "الجامع المستقصى" (ق ١٦٤ ب)، والمحاملي في "أماليه" (٢٣٩)، كلهم من طريق سفيان بن عيينة به.
وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام" (ق ٩ أ)، والسيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا" (ق ٢٤ أ). وقال الحاكم عقبه: صحيح على شرطهما.
قلت: وهو كما قال، وأيوب هو ابن عائذ الطائي، وقيس بن مسلم هو الجدلي، وكلاهما ثقة من رجال الشيخين، وباقي الإسناد أئمةٌ مشاهير.

<<  <   >  >>