للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

دُعَاءُ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم - لِلشَّامِ بِالبَرَكَةِ

١٤ - قَالَ البُخَارِيُّ فِي "صَحِيحِهِ":

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: ذَكَرَ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم -: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَأْمِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا (٢٢) ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَفِي نَجْدِنَا (٢٣)، قَالَ: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَأْمِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَفِي نَجْدِنَا، فَأَظُنُّهُ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ:


= وفنادق، وأهلها من لخم وجذام، وفيهم لصوصية وإغارة على أمتعة الناس، ومن رفح إلى مدينة غزة ثمانية عشر يومًا، وهناك منقطع رمل الجفار ويقع المسافرون في الجلد. "معجم البلدان" (٣/ ٦٢).
(٢٢) قال المباركفوري: الظاهر في وجه تخصيص المكانين بالبركة؛ لأن طعام أهل المدينة مجلوب منها. "تحفة الأحوذي" (١٠/ ٢١٤). قال ابن عبد البر: دعاؤه للشام يعني لأهلها، كتوقيته لأهل الشام الجحفة، ولأهل اليمن يلملم، علمًا منه بأن الشام سينتقل إليها الإسلام، وكذلك وقت لأهل نجد قرنًا يعني علمًا منه بأن العراق ستكون كذلك، وهذا من أعلام نبوته. "التمهيد" (١/ ٢٧٩).
(٢٣) نَجْد: بفتح النون وسكون الجيم ثم دال مهملة، ونجد إقليم من جزيرة العرب، وهو أوسعها وأكثرها صحارى وفجاجًا ورمالًا، والعرب تطلق اسم نجد على كل ما علا من الأرض، ففي اليمن يسمى كل ما بين السراة والربع الخالي نجدًا، وأبو طالب يقصد هنا "الطائف" وما حوله، أما نجد العلم فهو قلب الجزيرة العربية، تتوسطه مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، ويشمل أقاليم كثيرة منها: القصيم، وسدير، والأفلاج، واليمامة، والوشم وغيرها، وهو يتصل بالحجاز غربًا، وباليمن جنوبًا، وبإقليم الأحساء شرقًا، وببادية العرب شمالًا، وليست هناك حدود تحدد أقاليم الجزيرة بعضها من بعض، وكل ما قاله الأقدمون يرحمهم اللَّه هو فرض وحدس، غير أن العرب اليوم تعرف بالتوارث ما يشبه الحدود، فهم يقولون لك -مثلًا- الدفينة من نجد، وليست من الحجاز، وحائل من نجد وليست من بادية الشام، ويقولون: تيماء من الحجاز وليست من الشام ولا من نجد. "المعالم الجغرافية الواردة في السيرة النبوية" (ص ٣١٢ - ٣١٣).

<<  <   >  >>