للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَا جَاءَ فِي الصَّخْرَةِ (٢٤٩) وفَضْلِهَا

٣٩٩ - قَالَ ابْنُ مَاجَه فِي "سُنَنِهِ":

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مَهْدِي، ثَنَا المشَمْعِلُّ بن إِيَاسٍ المزَنِي، حَدَّثَنِي عَمْرو بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَافعَ بْنَ عَمْرٍو المزَنِي، قَالَ:


(٢٤٩) قبل التعريف بهذه الصخرة لا بد من بيان أنه لم يثبت في كتاب اللَّه أو في سنة نبيه دليل صحيح عن هذه الصخرة، وغاية ما فيه إسرائيليات وآثار لا اعتبار لها عند التحقيق، ولجهل الكثير لحال هذه النصوص غالى الكثير من الأمراء والعوام بتعظيم هذه الصخرة مما أحدث بدعًا عظيمة، بل صارت هذه الصخرة تُضاهي كعبة اللَّه في الاحترام والتقديس، ورضي اللَّه عن عمر عندما قبل الحجر الأسود، قال: واللَّه إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول اللَّه يقبلك ما قبلتك. وهكذا يكون الاتباع.
وتعظيم صخرة بيت المقدس بدعة لا أصل لها في الشرع، ولم يعظمها الصحابة، ويخشى على من عظمها مشابهته باليهود في تعظيم إياها.
وقد كتب الدكتور ناصر بن عبد الرحمن الجديع رسالة لطيفة بعنوان "صخرة بيت المقدس في ضوء العقيدة الإسلامية"، وفيها رد على شبهات المغالين فيها، وصدر رسالته بتعريف الصخرة وتاريخ بناء القبة، فقال:
التعريف بالصخرة: هي إحدى صخور مرتفعات القدس، وتقع وسط فناء المسجد الأقصى، ويبلغ طولها ١٨ مترًا وعرضها ١٣ مترًا تقريبًا، ويتجه جانبها المنحدر إلى الشرق، بينما يتجه جانبها المستقيم المرتفع إلى الغرب، وترتفع بعض نواحيها عن سطح الأرض بحوالي متر، وشكلها غير منتظم، أما محيطها فيبلغ عشرة أمتار، ومن أسفلها فجوة هي بقية كهف عمقه أكثر من متر ونصف، وتظهر الصخرة فوقه وكأنها مُعلقة بين السماء والأرض، وهي محاطة بسياج من الخشب المنقوش.
بناء القبة على الصخرة:
ذكرت المصادر التاريخية أن بناء القبة على الصخرة يرجع إلى عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، حيث أمر سنة ٥٦٦ ببناء القبة على صخرة بيت المقدس تكن المسلمين من الحر والبرد وعمارة الجامع الأقصى -وقد كمل البناء سنة ٧٠ هـ، وقيل ٧٣ هـ- وقد وكل عبد الملك للقيام بذلك رجاء بن حيوة ويزيد بن سلام مولاه، وجمع الصناع من أطراف البلاد وأرسلهم إلى بيت المقدس، وأرسل إليهم الأموال الجزيلة، وأمر رجاء بن حيوة ويزيد أن يُفرغا الأموال إفراغًا ولا يتوقفا منه، فبنوا القبة على أحسن بناء، وفرشاها بالرخام الملون، وحفا القبة بأنواع الستور، وأقاما لها السدنة والخدام بأنواع الطيب والمسك والعنبر والزعفران، ويبخّرون القبة من الليل، وجعلا فيها من قناديل الذهب والفضة والسلاسل شيئًا كثيرًا، وفرشاها والمسجد بأنواع البسط الملونة، وكانوا إذا أطلقوا البخور شُم من مسافة بعيدة.
وكان الرجل إذا رجع من بيت المقدس إلى بلاده توجد معه رائحة المسك والطيب أيامًا، ويُعرف أنه أقبل من بيت المقدس ودخل الصخرة، وكان في الصخرة من الفصوص والجواهر والفسيفساء وغير ذلك شيء كثير.
وبالجملة فإن صخرة بيت المقدس لمَّا فُرغ من بنائها لم يكن لها نظير على وجه الأرض بهجة ومنظرًا، ويبلغ ارتفاع القبة حوالي ٣٠ مترًا.

<<  <   >  >>