للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٠٠ - قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":

أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ، قَالَ: أَبَنَا عِيسَى، قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَر، قَالَ: ثَنَا زَكَرِيَّا ابْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَلِى يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الحسَنِ ابْنِ أُخْتِ يَعْلَى بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُجَالِدٍ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ خَلِيلِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقُولُ: "سَيِّدُ الْبِقَاعِ بَيْتُ المقْدِس، وَسَيِّدُ الصُّخُورِ صَخْرَةُ بَيْتِ المقْدِسِ". (٢٥١)


= كيوم السبت في الزمان، أبدل اللَّه بها هذه الأمة المحمدية الكعبة البيت الحرام، ولما أراد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- أن يبني المسجد الأقصى استشار الناس هل يجعله أمام الصخرة أو خلفها؟ فقال له كعب: يا أمير المؤمنين، ابنه خلف الصخرة، فقال: يا ابن اليهودية، خالطتك اليهودية، بل أبنيه أمام الصخرة؛ حتى لا يستقبلها المصلون، فبناه حيث هو اليوم. اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (٥٧/ ١٢): وأما الصخرة فلم يُصَلِّ عندها عمر -رضي اللَّه عنه-، ولا الصحابة، ولا كان على عهد الخلفاء الراشدين عليها قبة، بل كانت مكشوفة في خلافة عمر، وعثمان، وعلي، ومعاوية، ويزيد، ومروان، ولكن لمَّا تولى ابنه عبد الملك الشام، ووقع بينه وبين ابن الزبير الفتنة، كان الناس يحجون فيجتمعون بابن الزبير، فأراد عبد الملك أن يصرف الناس عن ابن الزبير، فبنى القبة على الصخرة، وكساها في الشتاء والصيف، ليرغب الناس في زيارة بيت المقدس، ويشتغلوا بذلك عن اجتماعهم بابن الزبير، وأما أهل العلم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان فلم يكونوا يعظمون الصخرة، فإنها قبلة منسوخة، كما أن يوم السبت كان عيدا في شريعة موسى عليه السلام ثم نسخ في شريعة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- بيوم الجمعة، فليس للمسلمين أن يخصوا يوم السبت ويوم الأحد بعبادة كما تفعل اليهود والنصارى، وكذلك الصخرة إنما يعظمها اليهود وبعض النصارى، وما يذكره بعض الجهال فيها من أن هناك أثر قدم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأثر عمامته، وغير ذلك فكله كذب، وأكذب منه من يظن أنه موضع قدم الرب، وكذلك المكان الذي يذكر أنه مهد عيسى عليه السلام كذب، وإنما كان موضع معمودية النصارى، وكذا من زعم أن هناك الصراط، والميزان، أو أن السور الذي يضرب به بين الجنة والنار هو ذلك الحائط المبني شرق المسجد، وكذلك تعظيم السلسلة أو موضعها ليس مشروعًا.
قال بعضهم: واضطراب الراوي في لفظة "الصخرة" أو "الشجرة" لا يقتضي إسقاط الحديث بالكلية، ولكن يقتضي عدم الاحتجاج باللفظة المضطربة فقط، واللَّه أعلم.
(٢٥١) "إسناده ضعيف"

<<  <   >  >>