قال الجنيد (١): قالت النار: يا رب لو لم أطعك هل كنت تعذبني بشيء أشد مني؟. قال: أسلط عليك ناري الكبرى.
قالت: وهل نار أعظم مني وأشد؟ قال: نعم، نار محبتي أسكنتها قلوب أوليائي المؤمنين.
قفا قليلًا بها عليَّ، فلا … أقل من نظرة أزودها
ففي فؤاد المحب نار جوى … أحرّ نار الجحيم أبردها
فلولا دموع المحبين تطفئ بعض حرارة الوجد لاحترقوا كمدًا.
دعوه يطفي بالدموع حرارة … على كبدٍ حَرَّى، دَعُوه، دعوه
(١) هو أبو القاسم الجنيد بن محمد بن الجنيد البغدادي الخزاز، مولده ومنشؤه ووفاته ببغداد، أصل أبيه من نهوند، وكان يعرف بالقواريري نسبة لعمل القوارير، وعرف بالخزاز لأنه كان يعمل الخز. عده العلماء شيخ مذهب التصوف لضبط مذهبه بقواعد الكتاب والسنة، ولكونه مصونًا من العقائد الذميمة. ومن كلامه: طريقنا مضبوط بالكتاب والسنة، من لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث ولم يتفقه لا يقتدى به. وليس كل من ادعى الانتساب إليه على طريقته. توفي ﵀ سنة ٢٩٧ هـ.