للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سَلُوا عاذليه يعذروه هنيهة … فيا لعذل دون الشوق قد قتلوه!

كان بعض العارفين، يقول: أليس عجبًا أن أكون بين أظهركم وفي قلبي من الاشتياق إلى ربي مثل الشّعَل التي لا تنطفئ؟! ..

ولم أر مثلَ نار الحب نارًا … تزيد ببعد موقِدِها اتِّقادًا

* * *

ما للعارفين شغل بغير مولاهم، ولا هَمّ في غيره.

وفي الحديث: "من أصبح وهَمّهُ غير الله فليس من الله" (١).

قال بعضهم: من أخبرك أن وليه له هَم في غيره فلا تصدقه.

وكان داود الطائي (٢) يقول: همك عطّلَ عليَّ الهموم،


(١) ضعيف جدًّا، وقد خرجته في الأحاديث الضعيفة (٣١٠ - ٣٠٨)
(٢) هو أبو سليمان داود بن نصير الطائي الكوفي، كان في أيام المهدي العباسي، أصله من خراسان، ومولده الكوفة، رحل إلى بغداد فأخذ عن أبي حنيفة وغيره وعاد إلى الكوفة فاعتزل الناس ولزم العبادة إلى أن مات فيها سنة ١٦٥ هـ. وله أخبار مع أمراء عصره وعلمائه.

<<  <   >  >>