للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحالف بيني وبين السهاد، وشوقي إلى النظر إليك أوبق (١) مني اللذات، وحال بيني وبين الشهوات، فأنا في سجنك أيها الكريم مطلوب ..

ما لي شغل سواه، ما لي شغلُ … ما يصرف عن هواه قلبي عذلُ

ما أصنع إن جفا وخاب الأمل؟ … مني بدل ومنه ما لي بدلُ!

إخواني: إذا فهمتم هذا المعنى فهمتم معنى قوله : "من شهد أن لا إله إلا الله صادقًا من قلبه حرَّمه الله على النار" (٢).

فأما من دخل النار من أهل هذه الكلمة فلقلة صدقه في قولها، فإن هذه الكلمة إذا صدقت طهرت القلب من كل ما سوى الله، ومتى بقي في القلب أثر سوى الله، فمن قلة الصدق في قولها.


(١) أوبق مني اللذات: أي حبسها أو أهلكها.
(٢) أخرجه مسلم (١/ ٤٣) وأبو عوانة (١/ ١٦) وأحمد (٥/ ٣١٨) عن عبادة بن الصامت مرفوعًا، وزادوا: "وأن محمدًا رسول الله" لكن ليس عندهم: "صادقًا من قلبه" وإنما هو عند أحمد (٥/ ٢٢٩) من حديث معاذ نحوه. وسنده صحيح.

<<  <   >  >>