للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من صدَقَ في قول: لا إله إلا الله، لم يحبّ سواه، ولم يرج سواه، ولم يخشَ أحدًا إلا الله، ولم يتوكل إلا على الله، ولم يُبق له بقية من آثار نفسه وهواه، ومع هذا فلا تظنوا أن المحب مطالب بالعصمة، وإنما هو مطالب كلما زَل أن يتلافى تلك الوصمة.

قال زيد بن أسلم (١): إن الله ليحبُ العبدَ حتى يبلغ من حبه له أن يقول: اذهب فاعمل ما شئت فقد غفرت لك (٢).


(١) هو أحد الأعلام الإمام الفقيه العابد أبو عبد الرحمن زيد بن أسلم العدوي، يروي عن أبيه وعن ابن عمر وجابر وعائشة، سئل عنه عبيد الله بن عمر فقال: ما أعلم به بأسًا إلا أنه يفسر القرآن برأيه، توفي سنة ١٣٦ هـ.
(٢) إنما أحب الله عبده هذا الحب لإقبال العبد عليه بكليته وفنائه في عبوديته، فلو أطلق له السراح وترك والمباح، لما فعل إلا ما يحبه الله، وهذا يذكرنا بصفوة الصحابة من أهل بدر الذين قال فيهم رسول الله : "لعل الله أطلع على أهل بدر، فقال لهم: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم". رواه البخاري.

<<  <   >  >>