نسخه وَأعْطى الْإِنْجِيل وَلما صَار حَاله أَيْضا مثل مَا سبق وَلم يحصل فمائدة حصل مرامة عَاقِبَة الْأَمر من الْقُرْآن وَأَن جوز هَذَا الْأَمر وَالْعِيَاذ بِاللَّه تبطل حِكْمَة الله وَقدرته وَيكون الله مثل السُّلْطَان الإنساني ضَعِيف الْعقل عديم الْفَهم وَهَذَا يُمكن فِي الذَّات الإنسانية النَّاقِصَة لَا فِي ذَات الله الْكَامِلَة
وَالْأَمر الثَّانِي لَو كَانَ القَوْل الأول غير مُمكن لزم من قانون النّسخ هَذَا التَّصَوُّر أَن الله أَرَادَ عمدا بِالنّظرِ إِلَى مصْلحَته وإرادته أَن يعْطى شَيْئا نَاقِصا غير موصل إِلَى الْمَطْلُوب ويبينه لكنه كَيفَ يُمكن أَن يتَصَوَّر أحد مثل هَذِه التصورات النَّاقِصَة الْبَاطِلَة فِي ذَات الله الْقَدِيمَة الْكَامِلَة الصِّفَات انْتهى
وَهَذَانِ الْأَمْرَانِ لَا يلزمان على الْمُسلمين نظرا إِلَى مَعنا النّسخ المصطلح عَلَيْهِ فِيمَا بَينهم نعم يلْزم على المسيحيين وعَلى مقدسكم بولس لِأَنَّهُ قَالَ فِي الْآيَة الثَّانِيَة عشر من الْبَاب السَّابِع من الرسَالَة العبرانية هَكَذَا فَإِنَّهُ يصير إبِْطَال الْوَصِيَّة السَّابِقَة أَي التَّوْرَاة من أجل ضعفها وَعدم نَفعهَا ثمَّ قَالَ فِي الْبَاب الثَّامِن من الرسَالَة الْمَذْكُورَة هَكَذَا فَإِنَّهُ لَو كَانَ ذَلِك الأول بِلَا عيب لما طلب مَوضِع لثان فَإِذا قَالَ جَدِيدا عتق الأول وَأما مَا عتق فَهُوَ قريب من الإضمحلال
فَأطلق مقدسكم على التَّوْرَاة أَنه ضَعِيف عديم النَّفْع ومعيب وَقَرِيب من الإضمحلال فَسكت القسيس بعد سَمَاعه وَلم يجب بِشَيْء