للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أحدكم يجد ضالته بالفلاة، ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإذا أقبل إلي يمشي أقبلت إليه أهرول. رواه مسلم (١)، واللفظ له، والبخاري (٢) بنحوه.

قوله: "وعن أبي هريرة" تقدم. قوله: "قال الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني"، قوله: "أنا عند ظن عبدي بي"، قال القرطبي (٣): قيل معناه ظن الإجابة عند الدعاء وظن القبول عند التوبة وظن المغفرة عند الاستغفار وظن قبول الأعمال عند فعلها على [شروطها] تمسكا بصادق وعده وجزيل فضله، [قال:] ويؤيده قوله - صلى الله عليه وسلم -: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، وكذلك ينبغي للتائب والمستغفر وللعامل أن يجتهد في القيام بما عليه من ذلك موقنا أن الله تعالى يقبل عمله ويغفر ذنبه فإنه سبحانه وتعالى قد وعد بقبول التوبة الصادقة والأعمال الصالحة، فأما لو عمل هذه الأعمال وهو يعتقد أو يظن [أنّ] الله تعالى لا يقبلها وأنها لا تنفعه فذلك هو القنوط من رحمة الله تعالى واليأس من روح الله تعالى، وهو من أعظم الكبائر.

وقال النووي (٤): أنا عند ظن عبدي بي: قال القاضي معناه بالغفران له إذا استغفرني والقبول إذا تاب والإجابة إذا دعا والكفاية إذا طلبها، وقيل


(١) صحيح مسلم (٢) (٢٦٧٥).
(٢) صحيح البخاري (٧٤٠٥).
(٣) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (٢٢/ ٦٧).
(٤) شرح النووي على صحيح مسلم (١٧/ ٢).