رئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية (سابقا) والمدرس بالمسجد النبوي الشريف المدينة المنورة
الحمد لله رب العالمين ملك يوم الدين، إله الأولين والآخرين ومرجع الخلق أجمعين {أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ}[الشورى: ٥٣]. وصلى الله وسلم على الهادي الأمين، المبعوث رحمةً للعالمين وآله وصحبه أجمعين، وإخوانه المرسلين.
وبعد فإنَّ كتاب "الترغيب والترهيب" للمنذري عظيم الفائدة كبير العائدة إذ تأثيره في المسلمين عظيم ونفعه بإذن الله تعالى ظاهر وكبير ولكن الناس يعدلون عنه إما لعدم معرفة أهميته أو لكبير حجمه أو لغير ذلك، وإلا هو أحسن من رياض الصالحين للنووي رحمه الله الجميع، ومن ينظر فيه نظر المتأمل يعرف أنه عدة وزاد لكل مربٍ تربية دينية طاهرة، وإنه ضروري لكل داعية وواعظ يستنير به ويستمد التوفيق إلى الطريق الهادي المستقيم.
ثم من المعلوم أنه يشتمل على ألفاظ غريبة وأمور عامة وكلمات جامعة وغير ذلك فيحتاج قارئه إلى بيان ذلك وتفصيل ما جمل فيه وشرح ما يشكل، مع أن كلمات الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الفصاحة والبيان في مكان عال، ولكن كثيرا من الناس ليس عندهم الخبرة في كلامه فيكون غريبًا عليهم، كما أنه - صلى الله عليه وسلم - قد أعطي جوامع الكلام.