للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[كتاب الصيام]

تقدم الكلام على الكتاب واشتقاقه في أوائل هذا التعليق.

[الصوم الترغيب في الصوم مطلقا وما جاء في فضله وفضل دعاء الصائم]

فالصيام لاسمه معنيان، أحدهما لغوي، والآخر شرعي تعبد الله به عباده، فأما معنى الصيام في اللغة فالإمساك مطلقا عما يصنعه الإنسان وغيره من حركة أو كلام أو أكل أو شرب أو مشي ونحو ذلك من سائر الحركات، فإذا أمسك عما يصنعه سمي صائما في اللغة، ودليل ذلك قوله تعالى حاكيا عن مريم عليها السلام: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا} (١) أي إمساكا عن الكلام، وقال المفسرون (٢): أي صمتا، وتقول العرب: خيل صائمة إذا كانت قائمة دون أكل ولا رعي، يقال صام الفرس إذا ثبت قائما (٣). قاله في العلم المشهور (٤).

والصيام في الشريعة: الإمساك عن الأكل والشرب والجماع من طلوع


(١) سورة مريم، الآية: ٢٦.
(٢) ينظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج (٣/ ٣٢٦).
(٣) التمهيد (٢/ ٣٧).
(٤) العلم المشهور (لوحة ١١٥).