للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[فصل في سوق الجنة]

٥٧٢٧ - عَن أنس بن مَالك -رضي الله عنه- أَن رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ إِن فِي الْجنَّة لسوقا يأتونها كل جُمُعَة فتهب ريح الشمَال فتحثو فِي وجوهم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا فيرجعون إِلَى أَهْليهمْ وَقد ازدادوا حسنا وجمالا فَتَقول لَهُم أهلوهم وَالله لقد ازددتم بَعدنَا حسنا وجمالا فَيَقُولُونَ وَأَنْتُم وَالله لقد ازددتم بَعدنَا حسنا وجمالا. رواه مسلم (١).

قوله: "عن أنس بن مالك" تقدم. قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن في الجنة لَسوقا يأتونها كل جمعة" الحديث. قال النووي (٢): المراد بالسوق هنا مجمع لهم يجتمعون فيه كما تجتمع الناس في الدنيا في السوق، والسوق يذكر ويؤنث وهو أفصح وسميت السوق سوقا لسوق من يأتيها من الناس بضائعهم إليها. وقيل سميت سوقا لقيام الناس فيها على سوقهم وقيل لسوق الناس بعضهم بعضا إليها، [فيحتمل] أن يكون سوق الجنة هذا عبارة عن مجتمع أهل الجنة ومحل تزاورهم ويسمى سوقا بالمعنى الأول ويؤيد هذا أن أهل الجنة لا يفقدون شيئا حتى يحتاجوا إلى شرائه من السوق ويحتمل أن يكون سوقا مشتملا على محاسن ومشتهيات ومستلذات تجمع هنالك مرتبة محسنة كما تجمع في الأسواق حتى إذا جاء أهل الجنة فرأوها فمن اشتهى شيئا وصل


(١) صحيح مسلم (١٣) (٢٨٣٣).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٧/ ١٧٠).