للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[[الترهيب من الغضب والترغيب في دفعه وكظمه وما يفعل عند الغضب]]

٤١٥٤ - عَن أبي هُرَيْرَة -رضي اللَّه عنه- أَن رجلا قَالَ للنَّبِي -صلى اللَّه عليه وسلم- أوصني قَالَ لا تغْضب فردد مرَارًا قَالَ لَا تغْضب رَوَاهُ البُخَارِيّ (١).

قوله: عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- تقدم.

قوله: أن رجلا قال للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أوصني؟ قال: "لا تغضب" فردد مرارا قال "لا تغضب" الحديث، كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عارفا بأدواء الخلق فلما استوصاه الرجل وقد رآه مملوءا بالقوة الغضبية لم ير له خيرا من أن يتجنب دواعي الغضب (٢) وإنما قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تغضب" لأنه عليه الصلاة والسلام كان مكاشفا بأوضاع الخلق فيأمرهم بما هو أولى لهم ولعل الرجل كان غضوبا فوصاه بتركه، قال البيضاوي: لعله لما رأى جميع المفاسد التي تعرض للإنسان إنما هو من شهوته وغضبه، والشهوة مكسورة بالنسبة إلى ما يقتضيه الغضب فلما سأله الرجل الإرشاد إلى ما يتوصل به إلى التجرد عن القبائح نهاه عن الغضب (٣)، أ. هـ.

ثم الغضب من العباد على نوعين، محمود وهو ما كان للَّه تعالى، ومذموم وهو ما كان لنفسه.


(١) أخرجه البخاري (٦١١٦)، والترمذي (٢٠٢٠)، والنسائي في مجلسان من أماليه (١٦).
(٢) الميسر في شرح المصابيح (٣/ ١٠٩١).
(٣) الكواكب الدرارى (٢١/ ٢٣٣ - ٢٣٤).