للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

التي حفظت شخصية الأمة أمام أشرس الهجمات.

ولا شك أنَّ هذا التراث الضخم الذي خلَّفه أولئك العلماء الأفذاذ يحتاج مِنَّا إلى خدمة جليلة بما أتينا من إمكانات مادية ومعنوية، محافظة عليه، وتيسيرًا للإفادة منه.

لم تذكر كتب التراجم ترجمة شاملة للفيومي، بل لم أقف على من ترجم له غير ما ذكره الحافظ السخاوي في الضوء اللامع، وهو مع ذلك لم يذكر شيئًا عن نشأته ولا أسرته ولا بداية طلبه للعلم، إلى غير ذلك من الأمور المهمة المتعلقة بشخصيته، وهذا النقص في ترجمته له أثر بالغ في عدم فهمنا لشخصيته من جوانبها المختلفة، ورغم هذا الغموض المحيط بشخصيته، فسأحاول عرض جوانب من حياته على ضوء ما ورد في ترجمته عند السخاوي، وذلك من خلال المطالب التالية:

اسمه، ونسبه، ونسبته: هو: حسن بن علي بن سليمان البدر أبو محمد الفيومي القاهري الشافعي (١).

مولده ونشأته: ولد تقريبًا سنة أربع وثمانمائة (٢)، وليس لدينا معلومات عن أسرته ولا عن نشأته وطلبه للعلم في أي فترة، سوى ما ذكره السخاوي بقوله: وحفظ في صغره مع القرآن العمدة والتنبيه في الفقه وعرضهما في سنة سبع عشرة على جماعة. ثم قال: وكان ممن اعتنى بالترغيب للمنذري


(١) الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي ٣/ ١١٢.
(٢) الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي ٣/ ١١٢.