للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقال: وهو المتغير. قوله تعالى: {وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ} (١)، الجنى ما يجتنى من شجر الجنة، ودان أي القريب، وهذا الحديث يعني حديث علي وإن كان إسناده ضعيفا والمعروف أنه موقوف على عليّ، فله شواهد من الأحاديث الصحيحة كما سيأتي إن شاء الله تعالى، وإنما صدر بذكره قبل غيره لكونه جامعا لكثير من أمور الجنة، والله تعالى أعلم. قوله: "يساق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرًا"، الزمر جمع زمرة وهي الجماعة.

قوله: "حتى إذا انتهوا إلى باب من أبوابها"، الحديث ... واعلم أن أبواب الجنة بعضها فوق بعض كما أن الجنان بعضها فوق بعض، وقد صرح بذلك علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في ارتفاع أبواب الجنة بأن بعضها فوق بعض، وإذا كان كذلك فالظاهر كما نبه عليه بعضهم أيضا أن باب الجنة المرتفع أوسع من باب الجنة التي تحتها، والله تعالى أعلم ... :

[عدد أبواب الجنة ثمانية]

فقد صح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "والجنة ثمانية أبواب": باب يسمى الريان لا يدخل منه إلا الصائمون، وفي حديث آخر: فقال أبو بكر رضي الله تعالى عنه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله: ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: نعم وأرجو أن تكون منهم. وقد ورد عدد أبواب الجنة الثمانية في غير ما حديث. واعلم أن لهذه الأمة بابا يخصها وإن كانوا شركاء غيرهم فيما عداه من الأبواب، فقد أخرج الإمام


(١) سورة الرحمن، الآية: ٥٤.