للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[عقيدته]

يتبيَّن من خلال شرحه أنه شافعي المذهب في الفقه، وأما عقيدته فقال تحت حديث رقم (١٣٥٥): "فنحن نؤمن بالله تعالى وصفاته ولا نشبه شيئا به ولا نشبهه بشيء {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (١) وما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو حق وصدق فما أدركنا علمه فبفضل الله وما خفي علينا ءامنا به ووكلنا علمه إلى الله سبحانه وتعالى وحملنا لفظه على ما احتمل في لسان العرب الذي خوطبنا به وبالله التوفي". إلا أنه ينقل كثيرا في تأويل الصفات ولا يرد على المؤولين الأشاعرة، وفيه قليل من التصوف فقد قال السخاوي: وكان أحد الصوفية بسعيد السعداء (٢). ويدل على ذلك كثرة نقله عن كتب الصوفية

من أمثلة التأويل: تفسيره صفة التوفيق بخلق القدرة على الطاعة (٣). تفسيره القرب؛ بالعلم في قول المصنف: وهو أقرب إلى كل مريد من حبل الوريد: أقرب، معناهُ أعلم به (٤). تفسيره اليد بالقدرة في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسُ محمد بيده، ما كَلْمٌ يُكْلَمُ في سبيل الله" (٥) (٦).


(١) سورة الشورى، الآية: ١١.
(٢) الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي ٣/ ١١٢.
(٣) انظر: مقدمة المؤلف.
(٤) انظر: مقدمة المؤلف، قوله: وهو أقرب إليه من حبل الوريد.
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه ٣/ ١٩٥، كتاب الإمارة برقم ١٨٧٦ من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - وفيه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفس محمد بيده، ما من كَلْمٍ يكلم في سبيل الله، إلا جاء يوم القيامة كهيئته حين كلم، لونه لون دم، وريحه مسك، والذي نفس محمد بيده، لولا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدا، ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولا يجدون سعة، ويشق عليهم أن يتخلفوا عني، والذي نفس محمد بيده، لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل".
(٦) انظر اللوح من نسخة (س).