للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تتكلم به أو تعمل" يدل على أن الهام بالمعصية إذا تكلم بما هم به لسانه أنه يعاقب على الهم حينئذ لأنه قد عمل بجوارحه معصية وهو التكلم بلسانه، ويدل على ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي كبشة الأنماري الذي تقدم قريبًا: "لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان" (١) يعني الذي يعصي الله تعالى في ماله فهما في الوزر سواء (٢).

[[المعصية بأحد الحرمين]]

تنبيه: تضمنت نصوص هذه الروايات كتابة الحسنات والسيئات والهم بالحسنة والهم بالسيئة وتقدم الكلام على ثلاث، وبقي الهم بالسيئة إذا عملها كتبها الله سيئة واحدة كما في حديث ابن عباس، ففيه إشارة إلى أنها غير مضاعفة كما صرح به في الحديث المذكور، ولكن السيئة تعظم أحيانًا بشرف الزمان ومكان كما قال الله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا} إلى قوله: {فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} (٣) قال قتادة في هذه الآية: اعلموا أن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرا فيما سوى ذلك، وقد روي في حديثين مرفوعين أن السيئات تضاعف في رمضان، وكان جماعة من الصحابة


(١) أخرجه الترمذي (٢٣٢٥)، وابن ماجه (٤٢٢٨). وقال الترمذى: هذا حديث حسن صحيح. وصححه الألباني كما سبق.
(٢) جامع العلوم والحكم (٣/ ١٠٤٥ - ١٠٤٧).
(٣) سورة التوبة، الآية: ٣٦.