للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الراء أي من أجلي وقال غيره: أي من أجلي وبسببي، وجراء: تمد وتقصر يقال: علت ذلك من جراك ومن جرائك أي من أجلك، وهذا يدل على أن المراد من قدر على ما هم من المعصية فيتركها لله عز وجل، وهذا لا ريب في أنه يكتب له بذلك حسنة لأن تركه للمعصية بهذا القصد عمل صالح فأما إن هم بمعصية ثم ترك عملها خوفًا من المخلوقين أو مراءاة لهم فقد قيل: إنه يعاقب على تركها بهذه النية لأن تقديم خوف المخلوقين على خوف الله تعالى محرم وكذلك قصد الرياء للمخلوقين محرم فإذا اقترن بذلك ترك المعصية لأجله عوقب على هذا الترك، وأما إن سعى في تحصيلها بما أمكنه ثم حال بينه وبينها العذر فقد ذكر جماعة أنه يعاقب عليها حينئذ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل" (١) ومن سعى في حصول المعصية جهده ثم عجز عنها فقد عمل وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار" (٢) وقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث: "ما لم


(١) أخرجه البخاري (٢٥٢٨) و (٥٢٦٩) و (٦٦٦٤)، ومسلم (٢٠١ و ٢٠٢ - ١٢٧)، وأبو داود (٢٢٠٩)، وابن ماجه (٢٠٤٠) و (٢٠٤٤)، والترمذي (١١٨٣)، والنسائي في المجتبى ٦/ ٤٣ (٣٤٥٩) و ٦/ ٤٤ (٦٣٤٠) و ٦/ ٤٥ (٣٤٦١) وفي الكبرى (٥٥٩٧) و (٥٥٩٨)، وابن خزيمة (٨٩٨) عن أبي هريرة.
(٢) أخرجه البخاري (٣١) و (٦٨٧٥) و (٧٠٨٣)، ومسلم (١٤ و ١٥ - ٢٨٨٨)، وأبو داود (٤٢٦٨) و (٤٢٦٩)، والنسائى في المجتبى ٦/ ٥٦٢ (٤١٥٦) و ٦/ ٥٦٤ (٤١٥٨) و (٤١٥٩) و ٦/ ٥٦٥ (٤١٦٠) و (٤١٦١) عن أبي بكرة.