للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فصل فيما يتعلق بما [يخصه] قوله: "الحمد للّه"

إنما افتتح كتابه بحمد اللّه تعالى بعد البسملة للاقتداء بكتاب اللّه تعالى إن اللّه تعالى ابتدأ كتابه العزيز بالحمد للّه، وللامتثال: لقد أمر اللّه تعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - بذلك قال اللّه تعالى: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} (١)، وقال تعالى: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ} (٢)، وقال تعالى: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا} (٣) (٤). قال العُلماء: فيستحب البداءة بالحمد للّه لكل مصنف ودارس ومدرس وخطيب وخاطب وبين يدي سائر الأمور المهمة لفظًا، وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كلّ أمر ذي بال لا يبدؤ فيه بحمد اللّه تعالى فهو أقطع" (٥) وفي رواية: "الحمد للّه فهو أجذم" وفي رواية:


(١) سورة النمل، الآية: ٥٩.
(٢) سورة النمل، الآية: ٩٣.
(٣) سورة الإسراء، الآية: ١١١.
(٤) كلام غير واضح وأثبتنا ما يقتضيه السياق.
(٥) أخرجه ابن ماجة رقم (١٨٩٤)، وأبو داود رقم (٤٨٤٠)، والنسائي في السنن الكبرى رقم (١٠٢٥٥)، وفي عمل اليوم والليلة رقم (٤٩٣)، وأحمد في مسنده (١٤/ ٣٢٩)، والبزار في مسنده (البحر الزخار) (١٤/ ١٩١) رقم (٧٨٩٨)، وابن حبان رقم (١)، والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٢٩٥)، وفي الدعوات الكبير رقم (١) بلفظ: "كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ، لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِالْحَمْدِ، أَقْطَعُ"، وفي لفظ: "كُلُّ كَلَامٍ لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِالْحَمْدُ لِلَّهِ فَهُوَ أَجْذَمُ"، وفي بلفظ: "كُلُّ كَلَامٍ، أَوْ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُفْتَحُ بِذِكْرِ اللّهِ، فَهُوَ أَبْتَرُ - أَوْ قَالَ: أَقْطَعُ" جميعهم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -. =