للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[[الترغيب في صلة الرحم وإن قطعت والترهيب من قطعها]]

٣٧٩٠ - عَن أبي هُرَيْرَة - رضي الله عنه - - رضي الله عنه - أَن رَسُول اللّه - صلى الله عليه وسلم - قَالَ من كَانَ يُؤمن بِاللّه وَالْيَوْم الآخر فَليُكرم ضَيفه وَمن كَانَ يُؤمن بِاللّه وَالْيَوْم الآخر فَليصل رَحمَه وَمن كَانَ يُؤمن بِاللّه وَالْيَوْم الآخر فَلْيقل خيرا أَو ليصمت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم (١).

قوله: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - تقدم الكلام على ترجمته.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليصل رحمه" الحديث، الإيمان في اللغة هو التصديق، فأهل البر والصلة هم المؤمنون باللّه واليوم الآخر، قال القاضي عياض (٢): ولا خلاف أن صلة الرحم واجبة في الجملة وقطيعتها معصية كبيرة والأحاديث في الباب تشهد لهذا ولكن الصلة درجات بعضها أرفع من بعض فأدناها ترك المهاجرة وأدنى صلتها بالكلام ولو بالسلام ويختلف ذلك باختلاف القدرة عليها والحاجة إليها فمنها ما يجب ويتعين ومنها ما يستحب ويرغب فيه، ولو وصل بعض الصلة ولم يصل غايتها لا يسمى قاطعا، ولو قصر عما يقدر عليه وينبغي له لم يسم واصلا، واختلف في حد الرحم التي تجب صلتها فقيل كلّ ذي رحم محرم بحيث لو كان أحدهما ذكرا والآخر اثنى حرمت مناكحتها فعلى


(١) أخرجه البخاري (٦١٣٨)، ومسلم (٧٤ - ٤٧).
(٢) إكمال المعلم (٨/ ٢٠ - ٢١).