للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[[الترغيب في صلاة الجماعة وما جاء فيمن خرج يريد الجماعة فوجد الناس قد صلوا]]

قوله: "الجماعة" الجماعة لفظها من الجمع وقد استعملوا ذلك في غير الناس حتى قالوا جماعة الشجر والأصل في مشروعيتها في الصلوات الخمس قوله: {فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ} (١) وإذا ثبتت في الخوف ففي الأمن أولى وكان - صلى الله عليه وسلم - بمكة ثلاث عشرة سنة يصلي بغير جماعة لأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا مقهورين يصلون في بيوتهم فلما هاجر إلى المدينة أقام الجماعة وواظب عليها وانعقد الإجماع عليها ونقل الزمخشري عن مقاتل بن حبان أنه سأل أبا حنيفة هل تجد صلاة الجماعة في القرآن قال: لا يحضرني، قال: في قوله تعالى: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (٢١٩)} (٢) وقال: ابن المبارك في قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (٣) ونقل في الإحياء في آخر كتاب التوبة عن أبي سليمان الداراني أنه قال: لا تفوت أحدا صلاة الجماعة إلا بذنب أذنبه وروي البيهقي في الشعب عن نعيم بن حمَّاد قال: جاء ضمام بن إسماعيل إلى المسجد فوجد الجماعة قد فاتت فالزم نفسه أن لا يخرج من المسجد حتى يلقى الله تعالى فجعله بيته حتى


(١) سورة النساء، الآية: ١٠٢.
(٢) سورة الشعراء، الآية: ٢١٩.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ١٠٣.