للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تبوأ الدار اتخذها مباءة، أي: مسكنا ومنزلًا، ولفظه أمر، ومعناه خبر يعني: فإن الله بوَّأه مقعده، أي: موضع قعوده منها. فقال: أنا ما كذبت عليه إنما كذبت له، كما في شرح الترغيب والترهيب المسمى بفتح القريب (١).

[سبب تأليفه]

وأما سبب تأليفه فقد قال الشارح نفسه في مقدمته: "فإن كتاب الترغيب والترهيب إملاء الشيخ العلم العالم العلامة رحلة الحفاظ والمحدثين، إمام وقته وفريد عصره الحافظ أبي محمد زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلامة المنذري الشافعي، من الكتب المباركات النافعات، مما ينبغي الاعتناء به، لا يستغني طالب العلم عنه، وقد اشتهر بين الناس غاية الاشتهار، وألفوا قراءته وسماعه في جميع البلاد والأمصار، ولا سيما في الأشهر الثلاثة، أشهر العبادة والغفران؛ وهي: رجب، وشعبان، ورمضان، وقد حضر لقراءته وسماعه الجمع التام؛ لكونه محذوف الأسانيد والطرق، يفهمه الخاص والعام، لكنَّ فيه ألفاظًا غريبة يُحتاج إلى الكشف عنها من كتب غريب الحديث والشروح، وكل من سألت منه عن شيء من ذلك مما يتعلق بهذا العلم العظيم لم يجبني جوابًا شافيًا يحصل به الحجة الواضحة والبرهان، ولم أرَ من قد شرحه من علماء هذا الزمان، فألهمتني المقادير الربانية المطالعة في شرح الأحاديت النبوية، وفي مناقب الصحابة والتابعين السادة المرضية، فله الحمد على ما ألهم وعلى ما أولانا من النعم، فجمعت عليه فوائد جمة لا يقدر على تحصيلها إلّا من أكثر من عمل في جد وذكاء وهمَّة".


(١) روح البيان لإسماعيل للخلوتي ٣/ ٥٤٨.