للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[الترغيب في الجليس الصالح والترهيب من الجليس السيئ]

٤٦٣٨ - عن أبي موسى -رضي الله عنه- أن رسول اللّه-صلى الله عليه وسلم- قال: إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة. رواه البخاري (١) ومسلم (٢).

قوله عن أبي موسى تقدم. قوله -صلى الله عليه وسلم- إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير الحديث. والكير بالكسر ما يبنيه الحدّاد من الطين ينفخ فيه والعرب تسمي الكير والزق الكيرين وقيل الزق الذي ينفخ [به] النار والمبني الكور، وقال ابن السكيت سمعت أبا عمرو يقول الكور المبني من الطين والكير الزق اهـ. فالكير هو الذي ينفخ فيه الحداد ليشعل النار ويجوز أن يعبر بالكير عن الكور، [اهـ]. دل هذا الحديث على أن المسك أطيب الطيب وأفضله، وعلى أنه طاهر يجوز استعماله في البدن والثوب ويجوز بيع. ومن الدليل على طهارته قوله وأن يبتاع منه والنجس لا يصح بيعه وهذا كله مجمع عليه ونقل أصحابنا عن الشيعة فيه مذهبا باطلا أنه نجس وهم محجوجون بإجماع المسلمين [وباستعمال الصحابة - رضي الله عنهم -]


(١) صحيح البخاري (٢١٠١ - ٥٥٣٤).
(٢) صحيح مسلم (١٤٦) (٢٦٢٨).